نقد أصول الاستبداد في التراث السياسي الإسلامي عند محمّد عابد الجابري
فئة : أبحاث عامة
ملخّص:
تسعى هذه الورقة، إلى فتح نقاش علميّ، تحليلي نقدي، مع أطروحة محمد عابد الجابري حول الكيفية التي تأسّست بها أصول الاستبداد في التراث السياسي الإسلامي، كما كشف عنها في نصوصه الأساسية التي تناولت هذا التراث، وهي "العقل السياسي العربي"، و"العقل الأخلاقي العربي" ومقدّمته المطولة لنشرته لكتاب ابن رشد "الضروري في السياسة - مختصر كتاب سياسة أفلاطون".
وهي الأطروحة التي تختزلها العبارة التالية القائلة بأنّ "العقل السياسي العربي مسكون ببنية المماثلة بين الإله و"الأمير" (سواء كان الأمير فرعونا أو بختنصرا أو خليفة أو ملكا أو سلطانا أو رئيسا أو زعيما) (..) لا فرق في ذلك بين شيعي وسنّي، بين حنبلي وأشعري ومعتزلي، بين متكلّم أو فيلسوف".
لا يعني هذا أنّ الجابري يتجاهل "النماذج المشرقة" من تراثنا السياسي، حيث يتناولها وبإعجاب كبير، لا يختلف عن إعجاب أيّ مفكّر سلفي، بما في ذلك احتفاء السيد قطب في كتابه معالم في الطريق بـ "الجيل القرآني الفريد". هكذا يشيد (الجابري) بما يسميه بـ "ذلك "النموذج الأمثل" الذي برزت كثير من ملامحه خلال مرحلة الدعوة المحمدية".
يتعلّق الأمر بمرحلة النبي محمد، التي يعتبرها الجابري مرحلة نموذجية قابلة للاحتذاء بها اليوم من أجل ترسيخ الوعي بالديمقراطية وتعرية أصول الاستبداد في ثقافتنا التراثية و"المعاصرة"، التي ستنتج، من خلال رصده لملامحها المتعددة، نموذجا للحكم يستحيل، في نظره أن "يقوم على الاستبداد ولا أن يقبله"، وتتمثل معالمه في المبادئ التالية: "أمرهم شورى بينهم"، و"شاورهم في الأمر"، و"أنتم أدرى بشؤون دنياكم"، بالإضافة إلى القطيعة الكلّية مع المفهوم الشرقي القديم لنموذج "الراعي والرّعية".
لقد سعت هذه الورقة، من بين ما سعت إليه، إلى دراسة هذا "النموذج الأمثل"، كما تصوره الجابري، واستشراف الآفاق التي يفتحها، بالنسبة إلى الفكر السياسي الإسلامي المعاصر، خاصة وأنه نموذج مفتوح، وقابل لإضافات متعددة، من شأنها ألا تترك أية ذريعة للفتنة كما حدث ذلك في الماضي، في عهد ما عرف في تاريخنا بـ "الفتنة الكبرى"، وتعيد تأصيل أصول الفقه السياسي الإسلامي.
وذلك من خلال المحاور الآتية:
1- بين يدي الورقة
2- مرحلة النبوة ... وتأسيس النموذج الأمثل للشرعية السياسية
3- تفكيك بنية الاستبداد بين الماضي والحاضر
4- فقه "السياسة الشرعية" والتكيّف مع واقع الغلبة
5- ابن رشد يتحدى شجاعتنا في نقد واقعنا السياسي!
6- الجابري والدعوة إلى إحياء "النموذج النبوي" في السياسة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا