نقد ابن رشد لأدلة المتكلمين على وجود الله والصفات الإلهية
فئة : أبحاث محكمة
نقد ابن رشد لأدلة المتكلمين
على وجود الله والصفات الإلهية
الملخص:
تحاول هذه الدراسة الكشف عن طبيعة النقد الذي وجهه الفيلسوف أبو الوليد ابن رشد إلى المتكلمين، حول مسألتين رئيسيتين؛ هما إثبات وجود الله وعلاقة ذاته بصفاته. وقد ركز ابن رشد في نقده هذا على طبيعة الأدلة التي قدمها المتكلمون، ولاسيما الأشاعرة منهم، للدفاع عن تصورهم المتعلق بإثبات وجود الله، وتحديد طبيعة العلاقة بين الذات والصفات، حيث رام إبراز تهافت تلك الأدلة التي استخدمها المتكلمون؛ لأنها ذات طبيعة خطابية وسفسطائية، وغير مطابقة لا للبرهان ولا لظاهر الشرع، مع العلم أن البرهان عند ابن رشد لا يتعارض مع ظاهر الشرع.
وتبين هذه الدراسة تحكم الخلفية العلمية البرهانية في حوار ابن رشد مع المتكلمين ونقده لأدلتهم، وهي خلفية تمتح أدواتها وأدلتها من الفلسفة والعلم الأرسطيين. كما ارتكز موقف ابن رشد النقدي على ما جاء به الشرع من حقائق، تبين له أنها لا تخالف ما جاء به البرهان. ومن أهم الدوافع التي جعلت أبا الوليد يتوجه بنقده إلى المتكلمين هي الأضرار التي ترتبت عن تأويلاتهم الفاسدة للشرع، والتي مزقت الأمة كل ممزق، وكانت لها تداعيات سلبية على المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية. كما جاء ذلك النقد بسبب طرقهم الجدلية المموهة ذات الطابع الخطابي والسوفسطائي، والمخالفة للطرائق البرهانية الصحيحة في النظر والاستدلال.
كما تجدر الإشارة إلى أن فيلسوف قرطبة لم يكن يكتفي بنقد مواقف المتكلمين، بل كان ينتقد مواقفهم ويأتي بالبدائل، وهي بدائل حاول أن يجعلها مطابقة للنظر البرهاني من جهة، ولظاهر الشرع من جهة أخرى. وهو وإن تبنى موقف الفصل بين الحكمة والشريعة للمحافظة على خصوصية كل واحدة منهما في التعبير عن الحقيقة، فإنه مع ذلك تبنى موقف الوصل بينهما على مستوى الغاية النهائية، وهي غاية ذات بعدين نظري وعملي، متمثلة في إدراك الحق والعمل به معا. فمن دواعي النقد الرشدي للتأويلات الكلامية هو أنها حادت عن هذه الغاية وأضرت بها، لاسيما على المستوى العملي إذ خالفت ظاهر الشرع الذي لم يكن يستهدف في العمق سوى جعل الناس يتحلون بالفضيلة الأخلاقية، ويجسدونها على مستوى السلوك والعمل.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا