نيكيتا سرغييفيتش خروتشوف
فئة : أعلام
ولد خروتشوف في كالينوفكا الواقعة بمقاطعة الكورسك على الحدود الروسيّة الأكرانيّة من أسرة يشتغل أفرادها بقطاع المناجم. بدأ حياته راعيا، ثمّ عاملا بمصانع الصلب والحديد، وانضمّ إلى الحزب الشيوعي سنة 1918، وشارك في الحرب الأهلية في صفوف الحرس الأحمر، ليعود إثر انتصار الثورة عاملا بالمناجم، مثل سائر أفراد أسرته. انتسب سنة 1922 إلى الجامعة العمّاليّة، ليصبح أمين سرّ الخليّة الشيوعيّة فيها. وفي سنة 1929 أرسل إلى موسكو للدراسة بأكاديميّتها الصناعيّة، ليعود بعد سنتين إلى أوكرانيا، ويشغل عدّة وظائف حزبيّة انطلقت من سكرتاريّة عدد من اللجان سنة 1931 ثمّ عضويّة اللجنة المركزيّة سنة 1932 فعضويّة مجلس السوفيات الأعلى سنة 1937 وسكرتيرا أوّل للحزب الشيوعي الأكراني، ومرشّحا للمكتب السياسي سنة 1939، وهو من أرفع المناصب.
انتخب إثر الحرب العالميّة الثانية تحديدا سنة 1952 عضوا في المجلس الرئاسي للجنة المركزيّة للحزب الشيوعي السوفياتي ولأمانة سرّ اللجان. وشكّل المؤتمر العشرون لهذا الحزب سنة 1956منعرجا في حياة خروتشوف؛ فقد شنّ فيه هجوما على الستالينيّة، إذ انتقد في تقريره مساوئ عبادة الفرد ونتائجها ومضار البوليس السياسي ومخلفات الديكتاتوريّة، وهو ما أحدث ضجة وردود فعل متباينة في الأوساط الشيوعيّة.
تولّى زعامة الحزب والحكومة في الاتحاد السوفياتي، وانتهج سياسة انفتاح ودعم تجاه بلدان العالم الثالث؛ فقد رفض العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وساند مشروع السد العالي، وحارب احتكار السلاح في المنطقة العربيّة، ودعا إلى التعايش السلمي بين مختلف الأنظمة السياسيّة عبر مدّ الجسور مع الشيوعيّة اليوغسلافيّة من خلال اتفاقيّة التقارب بين الحزبين والدولتين سنة 1955، إلاّ أنّ سياسته تجاه الولايات المتّحدة الأمريكيّة، كانت في كثير من الأحيان تتّخذ منحى المواجهة، مثلما وقع في أزمة الصواريخ الكوبيّة سنة 1962، وكذلك في الواقعة المشهورة بحذاء خروتشوف، والتي كانت الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة مسرحا لها سنة 1960، حيث قابل رفض الولايات المتحدة الأمريكيّة إحلال الصين الشعبيّة محلّ تايوان في صفوف المنظّمة الدوليّة بسيل من الشتائم انتهى بانتزاع حذائه والتلويح به أمام المصوّرين، ثمّ وضعه على الطاولة، وهي من الحركات التي أثارت انتقادات واسعة ضدّه، وكانت سببا في عزله لاحقا.
ومن الاعتراضات الموجّهة إليه، دعوته إلى منح الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها وامتناعه عن منح هذا الحقّ لشعوب أوروبا الشرقيّة.
وفي 14 أكتوبر 1964 وقعت تنحية خروتشوف من كافة مناصبه، لاتهامه بالانفراد بالسلطة وفشل سياسته الزراعيّة والإساءة إلى هيبة الاتحاد السوفياتي... فاعتكف إلى حين وفاته في 11 سبتمبر 1971.
انظر:
·الكيالي، عبد الوهاب. (1985). موسوعة السياسة. (ط.2). بيروت-لبنان: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر. ج2، ص ص 611-613
·مجموعة من المؤلفين. (2002). موسوعة مشاهير العالم. (ط.1). بيروت- لبنان: دار الصداقة العربيّة. ج3، ص ص 162-167