آدم في المدوّنة السُنّيّة
فئة : أبحاث محكمة
آدم في المدوّنة السُنّيّة(1)
ملخّص:
تناول المؤلّف بالدراسة في هذا الفصل حكاية آدم الواردة في المدوّنة الإسلاميّة ومن منظور سُنِّي تحديداً. وبعد المقابلة بين الأخبار والمقارنة بينها والمقايسة تبيّن للدارس أنّ الحكاية المذكورة مرّت بمراحل ثلاث متعاقبة نكتفي ههنا بالكلام عن المرحلتين الأولى والثانية. ففي المرحلة الأولى، وهي مرحلة الطبري (ت 310 هـ / 922 م)، تمّ جمع المادّة الدائرة على آدم ممّا ورد مفرّقاً ومشتّتاً في كتب سابقة أُلِّفت في آخر القرن الأوّل والنصف الأوّل من القرن الثاني الهجري. وهنا تفحّص المؤلّف ثلاثة مواضيع أو "مياثم" كما سمّاها هي: أوّلاً خلق آدم (هذا الخلق هو نتيجة لـ "فراغ" الأرض و"تكبّر" إبليس)، وثانياً خطيئة آدم (استعادة الطبري للغرض المذكور حسب ما ورد في نصّ التوراة)، وثالثاً قصّة قابيل وهابيل (القصّة نفسها موجودة في التوراة والقرآن وأهل الأخبار من المسلمين).
أمّا المرحلة الثانية من حكاية آدم، فقد ظهرت في عصر التدوين (تمّت فيه إعادة النظر في الموروث الذي شاع وقتئذ شفويّاً، وغذّته روافد ثقافيّة شتّى). وذلك العصر هو الذي يفسّر حضور حكاية آدم في التفسير والتاريخ. وقد وقف المؤلّف على ثلاثة روافد صاغت حكاية آدم هي على التوالي: الرافد الكتابي (حضور الأساطير اليهوديّة ونصّ التوراة في مرويّات أهل السُنّة)، والرافد الفارسي (يتمثّل أساساً في حضور إبليس في خلق آدم من جهة، وفي العداء بين أهل السماء وأهل الأرض من جهة أخرى)، الرافد الحديثي (تحرّي أهل الحديث فيما نقله الرواة من أخبار عن حكاية آدم منسوبة إلى الرسول. وهذا الرافد هو الذي أسّس لخصوصيّة القول في آدم من داخل الثقافة الإسلاميّة السُنّية.
والحاصل، ممّا تقدّم، أنّ علماء أهل السُنّة ورُواتها قد سدّوا الفراغات وأنطقوا ما سكت عنه النصّ الديني بشأن حكاية آدم. وهذا من شأنه أن يؤكّد القاعدة المعروفة في التراث الديني الإسلامي، ومفادها أنّه كلّما سكت النصّ، تكلّم أهل التفسير بما يوافق شواغلهم وبما يعبّر عن همومهم في عصورهم.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]ـ يمثّل هذا العمل القسم الأوّل من الفصل الأوّل من الباب الأوّل من كتاب "آدم والتاريخ" ـ تأليف: علي المخلبي ـ منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ط 1، بيروت 2018، ص ص: 67 ـ 113.