آيات الحرب والسلم في القرآن الكريم
فئة : أبحاث محكمة
آيات الحرب والسلم في القرآن الكريم
ملخص:
بعد استحكام الدعوة في قلوب المؤمنين، أذن للنبي وأصحابه في الانتقال من أسلوب الدعوة بالموعظة الحسنة، إلى أسلوب الدفاع عن الدعوة، ولو كان ذلك على سبيل إقامة الحرب، ومن هنا ستبدأ الغزوات والسرايا، وبعدهم الفتوحات، والقرآن ينزل في كل هذه الفترة، وفي أحوالها المتغيرة، هذه الظروف طبعا لم تعد قائمة، ستتغير حال الدعوة، وحال المجتمع وحال الناس فيه أيضا، غير أن هناك إشكالات تطرح اليوم بقوة في ما يخص واقع المسلمين، سواء في بلدانهم أو بلدان غيرهم، خاصة بعد الوصمة التي وصمتهم بها الآلة الإعلامية، بأن دينهم هو دين الحرب، والقتال، ويعضدون بطبيعة الحال أقوالهم، بالاستشهاد سواء بآيات قرآنية، أو أحاديث نبوية، وفي هذا العرض الموجز سنحاول الوقوف على هذه الإشكالات هل هي حقيقية، أم هي ادعاءات وافتراءات على المسلمين؛ وذلك من خلال الوقوف عند آيات الحرب والسلم في القرآن الكريم، وبعد تمحيص النظر ارتأيت تقسيم هذا العرض إلى ثلاثة محاور، حيث يكون كل عنصر عبارة عن إشكالية، وبيان ذلك كالآتي: ما مفهوم الحرب والسلم في القرآن الكريم؟ ما قول العلماء المؤلفين في الناسخ والمنسوخ حول ما عرف بآيات السيف؟ ثم كيف يقرأ المعاصرون إشكالية الحرب والسلم في القرآن الكريم؟
مقدمة
نزل القرآن الكريم في بيئة يتفق أهل التاريخ والسير، على أنها كانت فاسدة أخلاقيا، وظالمة اقتصاديا، ومنحرفة اجتماعيا، ومتأخرة سياسيا، وسط قوم بدو لا يسودهم إلا قانون الطبيعة، وإن كانت القلة القليلة منهم هي التي كانت متشبثة ببعض الحنيفية السمحاء، غير أن هؤلاء كانوا شذوذا والشاذ لا يقاس عليه كما هو معلوم، كانت الدعوة التي نادى بها النبي الكريم فيهم بمثابة الصاعقة لطغاتهم، وبمثابة قطرات الندى لمتعطشي الإيمان والرحمة منهم؛ فبعضهم أقبل واستبشر، ومعظمهم أدبر واستكبر، كان أسلوب الدعوة في بدايته يمثله قول النبي صلى الله عليه وسلم: يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وهو أسلوب يتسم بالحكمة والموعظة الحسنة، غير أنه قوبل هو وأصحابه صلى الله عليه وسلم، بالصد، والاستهزاء بداية، ثم الإيذاء والتعذيب، حتى لم يعد يطيق النبي صلى الله عليه وسلم بينهم مقاما، فاضطر إلى الهجرة، وبعد استحكام الدعوة في قلوب المؤمنين، أذن للنبي وأصحابه في الانتقال من أسلوب الدعوة بالموعظة الحسنة، إلى أسلوب الدفاع عن الدعوة، ولو كان ذلك على سبيل إقامة الحرب، ومن هنا ستبدأ الغزوات والسرايا، وبعدهم الفتوحات، والقرآن ينزل في كل هذه الفترة، وفي أحوالها المتغيرة، هذه الظروف طبعا لم تعد قائمة، ستتغير حال الدعوة، وحال المجتمع وحال الناس فيه أيضا، غير أن هناك إشكالات تطرح اليوم بقوة في ما يخص واقع المسلمين، سواء في بلدانهم أو بلدان غيرهم، خاصة بعد الوصمة التي وصمتهم بها الآلة الإعلامية، بأن دينهم هو دين الحرب، والقتال، ويعضدون بطبيعة الحال أقوالهم، بالاستشهاد سواء بآيات قرآنية، أو أحاديث نبوية، وفي هذا العرض الموجز سنحاول الوقوف على هذه الإشكالات هل هي حقيقية، أم هي ادعاءات وافتراءات على المسلمين؛ وذلك من خلال الوقوف عند آيات الحرب والسلم في القرآن الكريم.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا