أبو الحسن الأشعري
فئة : أعلام
هو علي بن إسماعيل بنإسحاقبن سالم بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. ولد في البصرة سنة 260هـ/874 م وفيها نشأ
توفي والده وتركه صغيرا، فتزوجت أمه أبا علي الجُبّائي شيخ معتزلة البصرة الذي سهر على تربيته ورعايته، وعنه أخذ أصول الاعتزال وتبحّر فيها، وبرع في العلوم العقليّة وأضحى إماما في الكلام، فكان ينوب عنه أحيانا في الخطابة والمناظرات. ولكنّه ترك الاعتزال بعد نحو أربعين سنة، وجاهر بذلك في مسجد البصرة الجامع في رمضان سنة 304هـ.
أخذ الأشعري العلم عن عدد من كبار علماء عصره، أمثال الحافظ زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمّة الفقه والحديث، وأبي خليفة الجُمحي ومحمد بن يعقوب المُقْري وعبد الرحمن بن خلف الضبي..
تتلمذ عنه خلق كثير، منهم: أبوإسحاقالإسفراييني وأبو بكر القفّال وأبو زيد المروزي وأبو عبد الله بن خفيف وزاهر بن أحمد السرخسي وغيرهم، وكلهم بين فقيه وأصولي وعالم بالكلام، وقد اعتنوا بفكره واجتهدوا في نشره.
وقد استفاد الأشعري كثيرا من تجربته في الاعتزال، وخاصة في التمكن من أساليب الاحتجاج والجدل والمنطق. ممّا جعل كثيرين يلتفّون حوله ويتّبعون نهجه. خاصة، وقد سلك مسلكا وسطاً بين المعتزلة والحنابلة، فنفى التشبيه وأثبت الصفات المعنوية، كالسمع والبصر والكلام القائم بالنفس، وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف، وشهدت له الأدلة المخصَّصة لعمومه.
ويرى الأشعري أنّ مصدر العقيدة وما يتعلّق بالذات الإلهية هو الكتاب والسنة على النحو الذي فهمه الصحابة، لا العقل المجرد أو المنطق اليوناني. وإن أقرّ أن الدفاع عن العقيدة ونشرها لا يمكن أن يكون ناجعا، إلاّ إذا احترم لغة العصر واصطلاحاتها، وراعى منطق العقل، فعلى هذا الوجه تثبت مهابة الشريعة وتعظم في النفوس.
من مؤلّفات الأشعري نذكر: مقالات الإسلاميّين، الإبانة عن أصول الديانة، إيضاح البرهان في الردّ على أهل الزيغ والطغيان، كتاب اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع، رسالة في الإيمان هل يقال مخلوق أو غير مخلوق، قول جملة أصحاب الحديث وأهل السنة والاعتقاد..
توفّي أبو الحسن الأشعري سنة 324 هـ/ 936م.