أسئلة القرآن : تدوين المصحف
فئة : ترجمات
تدوين المصحف
ملخص:
كانت قضية غامضة حتى أنّ أحدا لم يتوصّل فيها إلى الكلمة النهائيّة إلى يومنا هذا. حدثت هذه المغامرة، التي تشبه ـ مغامرات (تانتان) أو (أنديانا جونز) في زمنين بصنعاء، العاصمة العجيبة لليمن حيث تتشابك ناطحات السحاب مع السماء الزرقاء. في العام 1965، وكما يحدث من حين لآخر في المنطقة العربية، سقطت أمطار موسمية على المدينة، فأحدثت أضرارا في سقف مكتبة المسجد الكبير. فأصدر مدير المتحف الوطني أوامره بضرورة تقييم الأضرار، وخلال هذه العملية اكتشف ما يشبه خلية أو غرفة لها كوة صغيرة، وليس لها باب. وهي عبارة عن خزان منسي يحتوي مخطوطات عربية قديمة. في خمسة أكياس أو ستة من الورق جرى جردها ووضعها في مكتبة الأوقاف. ومع الوقت تم نسيانها، بحيث لم يتردد محافظ المكتبة في استغلال بعض هذه القطع التي لا تقدر بثمن لحسابه الخاص، والتي سيظهر بعضها في السنوات القادمة في المزادات العالمية الكبرى، وبخاصة في مزادات سوثبيز(Sotheby's) وكرسيتيز(Christie's)... وفي أثناء ذلك، وفي عام 1972 تحديدا، شُرع في أعمال ترميم جدار الزاوية الشمالية الغربية للمسجد. لقد كان المخزن في هذه المنطقة، وهكذا وقع العمال على منجم جديد من الرقوق ومن الأوراق الحبيسة منذ قرون، ومخطوطات مهملة، ربما أبى الورع الإسلامي أن يتلفها. ولهذا السبب، يعتقد أن الأمر شبيه ومماثل بـ: (قبور الورق) تلك التي يدفن فيها اليهود النصوص المقدسة التي لا يستعملونها، ويمتنعون عن إتلافها. وأيا كان الأمر، فإن المنجم الثاني من المخطوطات بدا أكثر غنى إذا ما قورن بسابقه، فقد ملأت عشرين كيسا من أكياس البطاطا، قبل أن يتنبه مدير الآثار اليمنية إلى أهمية هذا الاكتشاف، وإلى حجم التزوير الذي قد يتعرض له. لذا شرع في البحث عن مساعدة دولية من أجل إنقاذ هذا المخزون الثمين وترميمه. ولأن هذه المخطوطات تنطوي على سر علمي وديني، وأن عددا كبيرا منها هو مخطوطات قرآنية، بعضها رقوق ومخطوطات قد جرى محو النص الأول - (أو ما نسميه المختصر) من أجل تحرير نص ثانٍ - وهي مخطوطات لا مورد للشك في أنها من بين أقدم المخطوطات التي نملكها عن النص المقدس للإسلام.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- نشرت هذه الترجمة في مجلة "ألباب"، العدد 8، شتاء 2016، منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث
[2]. هذه ترجمة للفصل الثالث من كتاب: اكتشاف الإسلام، بحث تاريخي في الأصول، منشورات بيران، باريس، 2012، لمؤلفه ميشيل أورسال، ص 41 - 69. ولقد فضلنا عنونة هذا الفصل بأسئلة القرآن بدلا من ألغاز القرآن، لأن المؤلف يماثل بين اللغز والسؤال في نهاية الفصل، ولأنه اكتفى بطرح أسئلة حول بعض "الحقائق" و"المعطيات" التاريخية الخاصة بتدوين المصحف. كما فضلنا استعمال المصحف في العنوان الفرعي للفصل بدلا من لفظ (vulgate) التي تعني حرفيا ترجمة الكتاب المقدس الخاص بالأناجيل، لأن المؤلف يتحدث في متن النص عن المصحف العثماني. وهو ما يتسق والسياق الثقافي لتلقي النص.(م).