أسس ومرجعيات تغيير المعتقد الديني بالعالم العربي
فئة : قراءات في كتب
مقدمة:
يشتغل الباحث المغربي المتخصص في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الثقافية الدكتور عياد أبلال في هذا الكتاب "الجهل المركب"، الصادر سنة 2018 عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" على رصد ومعالجة بعض قضايا الدين والتدين، وخصوصا إشكالية تحويل المعتقد الديني في العالم العربي، وذلك بالمرور عبر أسئلة الهوية الدينية وتأثير كل من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على هذه التحولات، دون أن يغفل دور التكنولوجيا عبر وسائط الإعلام والتواصل البديلة في هذا الموضوع المعقد والشائك، حيث يسلط الضوء على تحول القناعات والمرتكزات الدينية الجديدة لجيل من الشباب المنفتح حسب تعبير الباحث على سوق دينية متعددة المنتوجات، وهو المصطلح الذي استخدمه أيضا "أوليفييه روا" في كتابه "الجهل المقدس"، الذي يحضر بقوة في هذا الكتاب الذي يعد أطروحة جريئة في هذا المجال الذي سيغني المكتبة العربية التي يغيب فيها هذا النوع من الأبحاث[1].
توقف الباحث أبلال على ثلاثة أنواع من التحول؛ خارجي، ويتعلق الأمر بالتحول من الإسلام إلى المسيحية. داخلي، ويتعلق الأمر بالتحول من الإسلام السني إلى التشيع، وجذري ويقصد به التحول من الإسلام إلى الإلحاد، حيث سنحاول بدورنا تتبع مختلف هذه التحولات في هذه القراءة النقدية مع الإشارة إلى أهم ملاحظاتنا حول هذه الدراسة القيمة التي تحاول الإجابة عن عدد من الأسئلة التي تؤرق المتابعين لظاهرة تغيير المعتقد في مراكز الأبحاث والدراسات والإعلام بالعالم العربي، من قبيل:
لماذا بات الشباب العربي في المجتمعات السنية أكثر إقبالا من ذي قبل على تغيير معتقده الديني؟ وما هي طبيعة ومراحل هذا التحول؟ هل يترجم هذا الأمر أزمة الإسلام السني التقليدي؟ وما هو دور الأنظمة والمؤسسات والجماعات الدينية في الدفع بهذا الاتجاه؟ وما هي العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية التي قد تسهم في تسريع هذه الوتيرة.
الدين والتدين والذاكرة الدينية:
يسلط الباحث في الفصل الأول من كتابه الضوء على بعض التعاريف التي قدمتها الفلسفة الغربية للدين والتدين، إذ يتوقف عند كل من أوغست كونت الذي يرى بأن الإنسان اكتشف الدين خلال مرحلة من مراحل تطوره، والتي سماها بالمرحلة اللاهوتية، تلتها محطة ميتافيزيقية مزج خلالها في ممارساته وتمثلاته بين الدين والعقل، قبل أن يصل إلى المرحلة الوضعية، حيث يزكي فيها العلوم ويقدمها على مخرجات الدين. أما إميل دوركهايم، فهو يقدم الدين كظاهرة اجتماعية، تشكل مرجعية لتفسير العالم، استعمله الإنسان في إحدى مراحل نموه الفكري والاجتماعي، إذ حدد لها دوركهايم عددا من الوظائف نذكر من أهمها: مواجهة التحديات والأخطار الخارجية، تكريس التضامن داخل الجماعة والتحفيز على الإنتاج. قبل أن ينتقل إلى ماكس فيبر، الذي يرى من خلال كتابه الشهير (صعود الرأسمالية وعلاقتها بالأخلاق البروتستانتية) ارتباط الظاهرة الدينية بالبنيان الاجتماعي، حيث يعكس الدين عادة صورة للواقع الاقتصادي والاجتماعي، من خلال أبرز وظائفه، وهي الشحذ والتعبئة. وأخيرا يسلط الضوء على رؤية فرويد الذي يربط الدين بعقدة أوديب، إذ سيوظف هذه العقدة فيما بعد كدافع أساسي للتحول، خاصة من الإسلام السني إلى المسيحية والإلحاد.
من جهة أخرى، يقدم الباحث الذاكرة الدينية كخزان للتقاليد والعادات والأعراف، حيث يعد التدين من أبرز تجلياتها (طقوس، عادات)، وهي مستوعبة عادة في البنيات والتنظيم والممارسات اليومية، وتعمل على إعادة إنتاج الأحداث الكبرى، إذ تلعب دورا في تشكيل الماضي ككل غير قابل للتغير ومموقع خارج الزمن، وبذلك فهي تسهم في الاستمرارية، لكنها بالمقابل تحارب الذاكرات الأخرى لتسهم في تكريس الجمود والتقليد.وتختلف الذاكرة الدينية بين المجتمعات حسب تنوعها وخصوصياتها، حيث تسهم بشكل فعال في بناء الهوية التي ترتبط عادة بالقيم والسلوكيات والاعتقادات التي يتبناها الأفراد.
وقد أدى حصار العولمة ومقتضيات الواقع والتقنية إلى انهيار هذه الذاكرة تحت الضغط داخل المجتمعات المتدينة، مما خلق أزمة خطيرة أدت إلى تحولات عميقة في نفسية الأفراد، وذلك نحو اتجاهين؛ أحدهما سعى إلى تبني مفهوم جديد للدين تم ربطه بقيم المواطنة والمجتمع المدني (دين علماني)، والآخر ذهب في اتجاه تحويل المعتقد، الذي يعد عملية معقدة تستلزم بحثا ومقارنة مضنين بكل ما يرتبط بالمعتقد الأصلي والجديد من نصوص وأحداث واجتهادات قد تصل حد التناقض، وهو أمر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تحت الضغط، لأنه معترك يربط به المتحول مصيره ونجاته.
حول تحويل المعتقد[2]:
قديما كان البحث في المعتقدات حكرا على اللاهوتيين والفقهاء والمؤرخين، وذلك في إطار التبشير أو الدعوة، حيث عمدت بعض الكتب إلى الانتصار لفرقة دينية (تمثل عادة الأغلبية) على باقي الفرق والمذاهب والأديان الأخرى (نموذج الفرق بين الفرق للبغدادي). أما اليوم، فإن مقاربة هذا الموضوع أصبحت تشمل نواح عدة تجاوزت الانتصار للمذهب أو الدين، خاصة مع تدخل العلوم الإنسانية وإسهاماتها المتفرعة، إذ بات تحويل المعتقد الديني يدخل ضمن سيرورة تحكمها عوامل داخلية وأخرى خارجية، لا تنفصل عن ما هو سيكولوجي، اجتماعي وسياسي في الآن نفسه، كما تضمر شكلا من أشكال الاحتجاج في وجه المجتمع (كحركة الخمسينيين)، ونتاج صرف للحداثة والعولمة التي ساهمت كثيراً في تراجع أنماط التدين التقليدية في مقابل بروز أشكال جديدة من التدين الفردي، فحسب الباحث، لكل معتقد خصوصياته الدينية التي يؤسس عليها المؤمن رؤيته للأشياء، ويساير على ضوئها نظاما اجتماعيا يبدو مشروعا في عينيه (الإسلام، المسيحية، الهندوسية..). حيث يرتكز تحويل المعتقد على تغيير النظرة والأسس الفكرية والثقافية، التي يرافقها استبدال رموز - محمد (ص) والصحابة أو آل البيت (ع) - برموز جديدة -عيسى والتلاميذ- مع إعادة ترسيم حدود المقدس والمدنس.
وفق هذا الإطار يعيد المتحول تنظيم تجربته الشخصية ككل منسجم في إطار ديني جديد رمزي، مصادق عليه من طرف السلطة الشرعية (الجماعة الجديدة) لبناء هوية جديدة تتوافق ومنظومة قيم الدين أو المذهب الجديد (اختيار معايير جديدة لانتقاء الأقران والأصدقاء، وتبني مواقف وسلوكيات قد تتناقض وسلوكياته التي كان يتبناها قبل التحول).
رصد حالات التحول التي عالجها الكاتب في أطروحته:
1- من الإسلام إلى المسيحية[3]:
لقد ارتبط نشر المسيحية أو التبشير حسب الباحث عياد أبلال في الماضي بالحروب الصليبية في إطار صراع النفوذ بين الأديان؛ وذلك وفق سياقات سياسية جماعية مختلفة. أما في الحاضر، فقد ارتبط خصوصا بجهود الاستعمار الفرنسي الذي كان يشرف على إرسال بعثات التبشيريين، كما يشرف على مجموعة من مراكز وجمعيات التبشير والكنائس والمدارس الأجنبية، بالإضافة إلى مجهودات بعض المنظمات والحركات العالمية النشيطة، مثل شهود يهوه ومنظمة العون المسيحي، حيث بلغت ميزانيات التنصيرحوالي 400 مليار سنويا مقابل 20 مليار المخصصة لنشر الإسلام، إذ نشطت خلال السنوات الأخيرة أساليب التنصير، والتي استفادت من تطور الآلة الإعلامية عبر خلق واستثمار عدد من القنوات الفضائية (الحياة، المعجزة، النور..) بالإضافة إلى عدد من الإذاعات[4].
وفي هذا الإطار، يوظف الباحث مصطلح "ماركوتينغ التنصير" لوصف إستراتيجيات التسويق التي بات يعتمدها المبشرون لاستقطاب المرشحين إلى المسيحية كتوظيف الإشهار، والعمل على الصورة واستثمار وسائط التواصل الاجتماعي Cyber communication، وكذا حلقات الأصدقاء عن طريق توفير أنساق بديلة لتعويض محمد بيسوع بعد تفكيك الإسلام، بالإضافة إلى تبسيط تعاليم السيد المسيح من خلال مخاطبة الأهالي بلغتهم العامية (الدارجة أو الأمازيغية) بهدف تجنيدهم للقيام بعملية التبشير، حيث يشير إلى مخطط لصناعة أقليات مسيحية في العالم الإسلامي، وهو ما يتحفظ عليه عدد من المسيحيين المغاربة.
2- من الإسلام السني إلى التشيع[5]:
ضمن هذا السياق، قام الباحث برصد موفق للمشهد الديني في المغرب، حيث تهيمن الدولة على تدبير الحقل الديني وفق إسلام أرثوذوكسي يقوم على أساس إمارة المؤمنين وثلاثية المذهب المالكي السني والعقيدة الأشعرية وتصوف الجنيد. ينافسها في ذلك عدد من الفاعلين الدينيين الذين ينتمون لما يسمى بالإسلام السياسي أو الإسلام الحركي، على رأسهم كل من جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية الذي تغذي صفوفه حركة الإصلاح والتوحيد، بالإضافة إلى منافسة المذهب السلفي الوهابي الذي فرض نفوذه ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي بعد تحالفات إستراتيجية للنظام في المغرب والمملكة العربية السعودية لمواجهة اليسار من جهة والإسلاميين من جهة أخرى. ورغم كل هذه الفسيفساء الدينية، مازال الإسلام الشعبي الذي يقوم على خليط من الطقوس والتقاليد[6] يستهوي فئة عريضة من المغاربة خاصة في البوادي والجبال.
لقد توفق الباحث في تتبع مختلف المراحل التاريخية للتشيع في المغرب القديمة منها بداية بوصول المولى إدريس (رض) إلى قيام الدولة الفاطمية وبعض المحطات المتفرقة التي استمرت بعد ذلك، ثم الحديثة التي انطلقت مباشرة بعد اندلاع الثورة الإسلامية في إيران، حيث توقف عند أعقاب هذه الثورة من توتر سياسي بين المغرب والجمهورية الإسلامية الوليدة وما نتج عن ذلك من تداعيات على بين النظامين
من جهة أخرى، ربط الكاتب بين تنامي عدد الشيعة المغاربة في شمال المملكة، وحركية الشيعة المغاربة بالخارج خاصة هولندا وبلجيكا، حيث يشتهر مركز الإمام الرضا (ع) والذي يؤم المصلين فيه اليوم أحد أبرز النشطاء الذين أسسوا في المغرب تيار الخط الرسالي، وهو المحامي "عصام احميدان الحسني"، والذي واجه الكثير من المشاكل مع السلطة خصوصا منذ الإعلان عن تأسيسه، وهو أمر لا يمكن الأخذ به كمسلمة، خاصة مع تواجد أسر شديدة الولاء لآل البيت (ع) في الكثير من مدن المملكة وخصوصا في الشمال، حيث توجد أسرة بن الصديق الغماري الذي اعترض على ابن تيمية والشيخ الألباني في بعض تجاوزاتهما ضد الإمام علي والإمام الحسين (ع).
كما انتقد بشدة أتباع الخط الشيرازي الذين وصفهم بسلفيي الشيعة نظرا لبعض مواقفهم المتطرفة والاستفزازية للسنة والشيعة على السواء، ومن أبرز وجوههم الشيخ ياسر الحبيب صاحب قناة فدك التي استضافت عددا من المغاربة الذين أعلنوا تشيعهم. وإذا كان الكاتب قد استرسل نوعا ما في رصد الحالة المغربية، فإن الحالات الجزائرية والتونسية، بل وحتى المصرية لم تأخذ عنده كل هذا القدر من التغطية، ربما لضعف المعطيات التي المتوفرة حول هذا الموضوع في هذه الدول، أو لصعوبة التواصل باستمرار مع المتشيعين داخلها.
حسب الباحث، فقد تأثرت هذه البلدان تاريخيا بالدعوة الفاطمية التي انطلقت من كتامة بالمغرب مع أبي عبد الله الشيعي، وانتقلت إلى الجزائر ثم إلى تونس، حيث سيؤسس عبيد الله المهدي مدينة المهدية ويتخذها عاصمة له، قبل أن يكمل المعز لدين الله الفاطمي فيما بعد زحفه نحو مصر، إذ سيؤسس أحد أبرز قادته، وهو جوهر الصقلي مدينة القاهرة التي ستصبح فيما بعد عاصمة للدولة الفاطمية. وسيشيد فيها الخليفة الفاطمي جامعة الأزهر التي بلغ بإشعاعها العلمي والديني الآفاق، كما قام بتوسعة والاعتناء بأضرحة ومزارات آل البيت (ع) في مصر، والتي يواظب المصريون على زيارتها خصوصا مزار سيدنا الحسين وأخته السيدة زينب (ع).
خلال المرحلة المعاصرة، فقد تأثرت كل هذه البلدان بأصداء الثورة الإسلامية في إيران التي ساهمت في نشر التشيع بين الشباب خاصة من بين نشطاء الحركات الإسلامية، كما لا بد من الإشارة أيضا إلى دور مواقف حزب الله البطولية في مواجهة إسرائيل خاصة بعد تحريره لجنوب لبنان سنة 2000.
وقد أشار الباحث في هذا السياق، إلى جملة من التحذيرات التي قادها علماء كالدكتور يوسف القرضاوي في الجزائر مع عدد من مشايخ السلفية حول وجود خلايا سرية للشيعة في البلد، رغم عدم بروز قيادات معروفة هناك لهذا الخط، عكس تونس التي سطع فيها نجم كل من التيجاني السماوي صاحب كتاب "ثم اهتديت" و"لأكون مع الصادقين"، والذي التقى بعدد من المراجع خلال رحلته الأولى إلى العراق كان من أبرزهم السيد أبو القاسم الخوئي والشهيد محمد باقر الصدر، والباحث والناشط السياسي عماد الدين الحمروني، وهو خبير بالعلاقات الدولية وأستاذ محاضر بفرنسا. كما توقف الكاتب عند محاربة الأزهر للتشيع في مصر، لكنه لم يشر إلى محطات سابقة حدث خلالها تواصل مثمرمع عدد من شيوخ الأزهر كالسيد سليم البشري الذي سبق وأن كانت له رسائل متبادلة مع أحد المراجع اللبنانيين خلال فترة الثلاثينيات، وهو السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي، والشيخ محمد شلتوت الذي اشتهر بفتواه في جواز التعبد بالمذهب الجعفري خلال الخمسينيات من هذا القرن.
كما أشار أيضا إلى أهم مراجع الشيعة في العالم، حيث ذكر كل من السيد السيستاني بالعراق، والسيد الخامنائي بإيران، والمرجع الراحل محمد حسين فضل الله بلبنان، بالإضافة إلى السيد صادق الشيرازي الذي عد أتباعه من سلفيي الشيعة نظرا لمواقفهم المستفزة مقارنة مع باقي التيارات، كما لاحظ بأن المستبصرين (أهل السنة الذين اعتنقوا التشيع) ينتمون لنخب متوسطة، حيث يتراوح متوسط أعمارهم حوالي 36 سنة وهي ملاحظة ذكية، إذ إنه وخلال اتصالنا أيضا مع عدد من المستبصرين قد وقفنا على نفس الأمر.
3- من الإسلام السني إلى الإلحاد[7]:
يمكن الجزم بأن ظاهرة الإلحاد ليست بجديدة على الثقافة الإسلامية، إذ يشير القرآن الكريم إلى موقف الملحدين من دعوة الإسلام، في قوله تعالى: "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" (سورة الجاثية، الآية 24). حيث قدم لنا الكاتب أسماء لبعض وجوه الإلحاد في التاريخ الإسلامي كابن الراوندي الذي لم تصلنا مؤلفاته حول هذا الموضوع بعد إجهاز الفقهاء والسلاطين عليها، بيد أنه وصلتنا ردود بعض الفلاسفة على طروحاته، وابن المقفع وأبو بكر الرازي الذين اتهمهم فقهاء عصرهم بالإلحاد نتيجة بعض كتاباتهم التي لم يتم تبينها كفاية، لأنهم لم يعلنوا صراحة إلحادهم. وحديثا تحدث عن تجربة المفكر السعودي عبد الله القصيمي الذي يعد من أبرز الوجوه التي تبنت طرح الإلحاد في العالم العربي داخل محيط منغلق، حيث كان سلفيا وهابيا متعصبا قبل أن يغير من قناعاته لعدة أسباب.
أما في المغرب، فقد تم اتهام نشطاء الحزب الشيوعي المغربي في عهد الحسن الثاني لارتباطهم بالفكر الماركسي الذي كان يروج للإلحاد خلال السبعينيات، وهو ما يمكن إدراجه ضمن الاتهامات السياسية نظرا لمواقف هذا الحزب آنذاك ضد النظام. وفي العهد الجديد ارتبط الإلحاد بملف عبدة الشيطان سنة 2003 وحركة مالي (الحركة البديلة للدفاع عن الحريات الفردية في المغرب) سنة 2009. لكن هذه الاتهامات تبدو غير صلبة، خاصة وأنها استعملت أيضا ضد نشطاء حركة 20 فبراير، وكان الهدف منها تشويه صورة جانب من المعارضة السياسية للنظام.
وحسب الكاتب، فإن الإلحاد جاء كرد فعل على السقوط الحر للكثير من الأفكار الدينية، يعززه في ذلك تطور وسائط التواصل الاجتماعي التي تكفل للملحدين إمكانية إخفاء هوياتهم والتعبير من ثم بحرية أكبر على معتقداتهم وأفكارهم، وهو ما يسمى اليوم بالإلحاد الإلكتروني الذي توقف عنده الكاتب كثيرا في هذا الفصل، ولا يختلف الوضع في الشقيقة الجزائر كثيرا عن الوضع المغربي، حيث يعتبر الملحدون فئة منبوذة وغير مرغوب فيها داخل هذه المجتمعات المحافظة. وقد يأتي الاضطهاد من السلطة كما هو شأن النظام المصري الذي يعاقب الملحدين بإلقاء القبض عليهم وحرمانهم من التصرفات المدنية، حيث تندد عدد من المنظمات الدولية على رأسها هيومن رايتس ووتشHRW بأعمال العنف الموجهة ضد الملحدين، في حين يبدو الملحدون التونسيون أكثر جرأة وتحررا في التعبير عن مواقفهم، إذ استفادوا كثيرا من نظام بورقيبة الذي تبنى الليبرالية والعلمانية لمواجهة الإسلام السياسي الذي كان يمثله حزب النهضة.
عمليا يمكن تقسيم مواقف الملحدين إلى ثلاثة؛ الملحد الذي ينكر وجود الله من الأصل، واللاديني الذي يعترف بوجود قدرة تدبر هذا الكون، ولكنه لا يعترف بوجود أديان وبأن هذه القدرة الخارقة تتواصل مع البشر بواسطة الرسل والكتب السماوية، واللاأدري الذي لا يملك أي إجابات على هذه الإشكالات، فوجود الخالق من عدمه عنده سيان.
من جانب آخر، يسلط الكاتب في هذا الباب الضوء على علاقة الملحدين بصورة الله وتمثلاتهم لهذا الإله، حيث يشير إلى علاقة الملحد بأسرته مستغلا عقدة أوديب عند فرويد؛ وذلك بتتبع أزمة الأبوة التي ينتج عنها حسب تعبيره قتل الأب من خلال قتل الإله كما أشار إلى ذلك إسماعيل أدهم في مذكراته التي حكى فيها معاناته مع والده. وقد توقف الباحث خلال استجواباته مع حالات أخرى كانت تعاني أيضامن عنف الأب خلال فترة الطفولة والمراهقة، لكن هذا الأمر لا يمكن تعميمه أو البناء عليه للوصول إلى نتائج قطعية، إذ ليس كل من يمر بأزمة نفسية يقوم بتغيير معتقده خاصة نحو الإلحاد، وقد عرض الباحث نفسه فيما بعد عددا من الأسباب التي يقدمها الملحدون كجواب على تركهم للإسلام.
فمن ذلك الكثير من تناقضات التي تعج بها المتون السنية، والتي تخالف في بعض الأحيان القرآن الكريم نفسه كحد المرتد[8] أو رجم الزاني الثيب اللذين، ورغم عدم ورود آيات واضحة في القرآن بشأنهما، مازال يدافع عن شرعيتهما قطاع كبير من المسلمين استنادا إلى روايات مشبوهة، وكذلك ممارسات الكثير من المتدينين، والتي باتت تخالف قيم ومبادئ الإنسانية فضلا عن تعاليم الإسلام[9].
ضمن السياق نفسه، حاول الكاتب الرد على بعض الملحدين الذين يقومون بإقحام العقل في البرهنة على وجود الله، واستثمار نتائج تطور الفكر العلمي والمنطق لإبراز بعض تناقضات النصوص المقدسة، ومن أبرزهم شارل ديكينز صاحب كتاب "دين الإنسان" و"وهم الإله"، والمصري مصطفى محمودالذي يعزو تخلف العرب والمسلمين واستنادا إلى دراسته لعلم مقارنة الأديان إلى جمود الخطاب الديني التقليدي وبعده عن قواعد العقل المنطق، حيث حاول الدفاع عن موقفه من هؤلاء من خلال دحض مذكرة إسماعيل أدهم حول خضوع العالم للصدفة من جهة، واستحضار أجوبة لعدد من الفلاسفة والعلماء تشكك في أطروحات الإلحاد، كجواب كانط الذي يقول فيه: "لا دليل عقلي على وجود الله وليس هناك دليل على عدم وجوده أيضا"، أو استنتاجات أينشتين في كتاب (هذا والله)، حيث يقول: "خضوع الكون في تنظيمه إلى عمل المنطق الرياضي".
وأخيرا، يبدو حسب الكاتب بأن الملحدين قد تجاوزوا حاجز الخوف والتقوقع على أنفسهم، وقرروا التبشير برؤيتهم ومذهبهم قياسا على مختلف الأديان والمذاهب، بالعزف على ضرورة تحرير قبول النقد المفتوح، وإبراز تناقضات التراث الديني (وخصوصا داخل الإسلام)، خاصة فيما يتعلق بآيات القتل، وملك اليمين، وبعض الروايات التي تصدم الحس الأخلاقي عند جمهور المتدينين، أو تلك التي تخدم تكريس التخلف والاستبداد..
وهنا سيحاول الكاتب دحض أطروحات الملحدين، حيث خصص حيزا كبيرا لمناقشة وعرض أسباب تحولهم إلى الإلحاد في مقابل الحيز المخصص لكل من المسيحيين والشيعة، وذلك من خلال عرضه لتوصيات من أجل مواجهة ظاهرة الإلحاد التي اعتبرها وفق هذه الرؤية ظاهرة مرضية ينبغي البحث عن أسبابها من أجل معالجتها، حيث دعا في نفس الآن إلى استحضار تراث الفقهاء والمتنورين في تاريخ الحضارة الإسلامية؛ كالمعتزلة والفلاسفة أمثال ابن رشد وابن سينا وأبي حيان التوحيدي، وضرورة الانخراط في مراجعات نقدية للتراث بالعودة إلى مشاريع كبار المفكرين مثل الجابري، حسن حنفي، العروي.. ولو أن الكثير من هؤلاء الفلاسفة والمتنورين الذين استشهد بهم، سواء القدماء أو المعاصرين قد اتهموا أيضا بالإلحاد والزندقة ولم يكد ينج منهم أحد لجرأتهم في نقد التراث، وأن الملحد وخاصة اللاديني قارئ نهم للتراث ويعتمد على الكثير من تناقضاته لضرب الدين، مما يوجب استثمار ملاحظاته النقدية في تجديد الخطاب الديني.
كما دعا أيضا إلى تبني فصل الدين عن الدولة أو العلمانية في إطار الدولة المدنية، وذلك عطفا على تجربة عصر الأنوار الذي مهد لتطور الدولة الحديثة في أوروبا الغربية، وهي دعوة سبقه إليها الكثير، لكن يبقى الطرح الأركوني هو الأقرب للتنزيل داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وهو طرح يستشهد بالتجربة الأنجلوساكسونية ويراعي خصوصية هذه المجتمعات.
حول أسباب التحول:
ضمن هذا السياق، استعرض الكاتب بحثا لهاني نسيرة (المتحولون دينيا)، كأحد الأبحاث النادرة في العالم العربي حول ظاهرة تحويل المعتقد، حيث قام صاحبه بتسليط الضوء على نماذج تاريخية موثقة، ربطها بعدد من الأسباب. كالخوف، وقدم مثالا لتحول المورسكيين إلى الكاثوليكية بعد سقوط الأندلس الذي صاحبه اضطهاد محاكم التفتيش للمسلمين خاصة، أو طلب المنفعة، كتحول أبو حنيفة النعمان المالكي إلى الإسماعيلية بعد سقوط مصر في يد الفاطميين، أو التحول من أجل الحب، وأورد قصة الصوفي الكبير فريد الدين العطار الذي تحول إلى المسيحية بعد أن أغرم بفتاة نصرانية.
لكن الكاتب سوف يتدارك على هذه الأسباب بعدد من الملاحظات النقدية، من بينها فصل ظاهرة التحول عن خلفياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية، فتحول المورسكيين خوفا من محاكم التفتيش يوازيه تحول المغول (الأتراك السلاجقة) إلى الإسلام طوعا بعد أن كانوا من ألد أعداءه. من جانب آخر، يمكن أن نتوقف في هذه الأطروحة على أسباب خاصة بكل نوع من التحول الذي ناقشه الكاتب، وأسباب عامة تتجاوز خصوصية كل نمط من أنماط التحولات التي استشهد بها الكاتب في بحثه.
ففي حديثه عن التحول من المذاهب السنية إلى التشيع، عزا ذلك إلى تأثر المتحولين في هذا الباب بمظلومية آل البيت (ع) وخاصة التفاعل مع مأساة الإمام الحسين (ع) في كربلاء، والتي لعبت دورا محوريا في استنبات مشاعر الإحساس بالظلم والحكرة لدى أغلب الشيعة عبر العالم. كما أحال إلى عدد من المفكرين الماركسيين (حسين مروة، الطيب تيزيني..) الذين حاولوا استحضار مفاهيم الصراع الطبقي (تشيع فقراء الصحابة إلى علي في مقابل أغنياء الصحابة الذين استحوذوا على السلطة بعد وفاة الرسول (ص)، بالإضافة إلى صورة العالم والبطل الأسطوري التي ترتبط بشخصية الإمام علي (ع).
وفي حديثه عن التحول إلى المسيحية، يتوقف الباحث عن عملية استبدال الرموز الإسلامية (محمد والصحابة) وما يرتبط بذلك من عنف تسوقه عادة بعض النصوص الإسلامية (خاصة آيات القتال) في إطار الغزوات والسبي، والرموز المسيحية (يسوع وتلامذته)، حيث يسوق للسيد المسيح كمثال للتسامح والصفح عن الأعداء، رغم الاضطهاد الذي تعرض له وأتباعه. وكبديل لغياب الأب الرحيم خلال فترة من عمر المتحول. وهو ما استند فيه الكاتب إلى تجارب شخصية لأفراد لا يمكن تعميمها بكل حال من الأحوال.
من جهة أخرى، تحول بعض النصوص التي تجرم حرية التعبير والاعتقاد بالدعوة إلى مذهب أو دين آخر[10]عكس رسالة الإسلام التي تدعو إلى التعايش والحوار مع المخالفين، وليس إلى اضطهادهم أو فرض وصايته على عقائد واختيارات الناس، وهو ما يخالف ما نصت عليه معظم المواثيق الدولية التي وقع على بعضها المغرب، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهو ما نوافقه عليه لأن مثل هذه الممارسات إنما تؤدي إلى زيادة منسوب النفاق الاجتماعي وتكريس مشاعر الحقد والتبرم من ممارسات الدولة التي تنتصر لنمط واحد من التدين ضد أنماط أخرى تعتبرها ضالة أو تشكل خطرا على المغاربة حسب تصريحات عدد من المسؤولين الرسميين في المغرب[11].
من جانب آخر، حاول الباحث إبراز التحولات النفسية التي يمر بها الملحد، الذي ينخرط في عملية البحث عن معاني الأشياء في المجتمع من خلال ميكانيزم التعويض العاطفي (البحث عن صورة الله ومثوله في الواقع، بالإضافة إلى تعويض صورة الأب داخل المجتمع). وفي هذا الإطار يفترض الكاتب غياب الأب أو حضوره سلبيا خلال فترة المراهقة، وكذا غياب التواصل مع الأهل والأصدقاء. وهو ما لا يمكن اعتماده أو تعميمه كخلاصة قاطعة كما أشرنا إلى ذلك سابقا لكون هذه المسألة تندرج في إطار التجربة الذاتية التي قد تختلف وتتعدد حسب الأفراد.
وأخيرا، فقد عزا ظاهرة الإلحاد إلى افتراض جهل الملحدين بسياقات تطور الإسلام، وهو ما يمكن الرد عليه بأنه على العكس تماما، لكون الملحدين خاصة اللادينيين منهم مطلعون على تاريخ الإسلام السياسي، ويتمتعون عادة بقدرة كبيرة على التحليل للأحداث التي عرفها المسلمون خلال تاريخهم، والتي عرفت الكثير من التجاوزات والمزالق. وفيما يخص الأسباب العامة التي يتقاطع فيها المتحولون من الإسلام السني إلى غيره من أنماط التحول التي استشهد بها الكاتب، فقد عزا ذلك إلى ظاهرة الإخفاق الاجتماعي التي تعرفها معظم المجتمعات السنية، وهو ما قد نلمسه أيضا في بعض المجتمعات التي يغلب فيها طابع الإلحاد أو المسيحية أو التشيع خاصة في دول العالم الثالث بأمريكا اللاتينية أوالشرق الأوسط، وبذلك لا يمكن ربط الدين قطعا بالإخفاق الاجتماعي والسياسي.
لكننا لا نختلف معه في باقي الأسباب التي ذكر، ومن أبرزها ارتباط الإسلام السني بالمؤسسة الرسمية (السلطة)، وما ترتب عن ذلك من جمود الخطاب الديني، وتجميد الحوار مع المذاهب والأديان المخالفة، مع هيمنة فكر أحادي لا يؤمن بثقافة الحوار وتقبل الآخر، بالإضافة إلى تجريم النقد واضطهاد الأقليات الدينية والمذهبية بمنطق الوصاية على عقائد المسلمين. وكذا تغلغل الفكر السلفي الوهابي في الأوساط السنية، بحمولة أيديولوجية مثقلة بالأوهام والأحكام الجاهزة (احتقار الأنثى، كفر أتباع الديانات الأخرى، شيطنة الشيعة)، وهيمنة قراءات سطحية للتراث الإسلامي تكرس عادة للتزمت والخرافة والاستبداد، وتبني رؤى ضيقة أحادية كان من أبرز نتائجها تسطيح حركة التاريخ وإلغاء الفكر الفلسفي ورفض نتائج العلوم الإنسانية ومستجدات العصر، مع تنامي ظاهرة الإرهاب العابر للقارات والمرتبط بهذه الأيديولوجيا المتطرفة، دون إغفال تداعيات النكسات المتوالية التي عرفتها مشاريع الإسلام السياسي السني بعد ثورات ما سمي جزافا بالربيع العربي، بالإضافة إلى فشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتحول الدين الإسلامي السني إلى أشكال فرجوية (طقوس خالية من الروح).
ومن ذلك أيضا، تأثير صورة الغرب الحضارية فيما يرتبط بالحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي الذي تعرفه هذه الدول، حيث لعبت هجرة الشباب المسلم إلى البلدان الغربية ووقوفه على حالة التسامح والانفتاح والتعايش بين كل الأديان والمذاهب كنتاج لفصل الدين عن الدولة في هذه البلدان دورا مهما في تسهيل عملية التحول خاصة نحو المسيحية والإلحاد، وذلك مقابل كل أشكال الفساد والتخلف وسيادة الفقر والأمية والوصاية على عقائد الناس، هذه الأمور المتفشية خاصة داخل المجتمعات العربية والإسلامية.
وفي النهاية لم يغفل الباحث دور الإنترنت وإقبال الشباب العربي بكثافة على وسائط التواصل الاجتماعي في غياب التنشئة الاجتماعية التي يمكن أن تلعب في هذا الإطار دور المناعة. ولو أن لهذا الأمر أيضا جانب إيجابي يتمثل في الانفتاح على الآخر المختلف فكريا وعقديا والوقوف على تمثلاته ودوافعه لاختيار ما يعتقد به، وهو ما قد يساعد على إسقاط الكثير من الطابوهات والأحكام الجاهزة في عالمنا العربي.
خاتمة:
لقد بذل الباحث مجهودا كبيرا في تسليط الضوء على ظاهرة التحول وإعطاء صورة عن واقع التدين داخل عدد من بلدان العالم العربي، إذ اضطر غير ما مرة إلى السفر هناك للقاء عدد من المستجوبين في ظروف لم تكن على الدوام ممهدة. وإن كانت الخلاصات التي توصل إليها نسبية نظرا لاتساع رقعة جغرافيا البحث، حيث شملت دراسته أربعة بلدان عربية (المغرب، الجزائر، تونس ومصر) مع اختلاف طبيعتها وثقافتها بالرغم من كونها تنتمي لنفس الجغرافيا (شمال إفريقيا) وتعرف رسميا هيمنة نفس نموذج الإسلام السني التقليدي، لكنها لا تمثل في نسقها الاجتماعي والسياسي كل العالم العربي. وكذا تعدد أنماط التحول التي عالجها (التشيع، المسيحية والإلحاد)، فإنها تشكل إغناء للمكتبة العربية الفقيرة من حيث الدراسات في مجال الدين والتدين خاصة حول موضوع تحويل المعتقد، هذا المجال الذي لا يزال ينتظر منا الكثير في ظل التحولات الكبرى التي بات يعرفها العالم العربي.
[1] على عكس معظم الدول العربية، فقد استفاد المغرب خلال فترة الاستعمار من جيل الباحثين الفرنسيين الذين ساهم بعضهم أيضا كجاك بيرك وبول باسكون في تأسيس المعهد العالي للسوسيولوجيا بالرباط، والذي ترأس إدارته خلال فترته الذهبية السوسيولوجي الكبير المرحوم عبد الكبير الخطيبي.
[2] انظر الفصلين، الثاني: تغيير المعتقد الديني بين التحليل السوسيولوجي والأنثروبولوجي، والثالث: إشكالية تغيير المعتقد الديني بين الدراسات الغربية والعربية من الباب الأول، ص 127-411
[3] انظر الفصل الرابع من الباب الثاني: أسباب وعوامل تغيير المعتقد الديني من الإسلام السني إلى المسيحية، ص 415 - 544
[4] من أشهر البرامج التي وجهت للجمهور العربي نجد برنامج "سؤال جريء" الذي كان يشرف عليه رشيد حمامي الملقب بالأخ رشيد، حيث فاقت حلقاته 300 حلقة، وبرنامج "ع السلامة" الذي يقدمه التونسي عماد دبور. كما تعزز ذلك الكثير من الإنتاجات السينمائية التي تعالج حياة المسيح لعل من أشهرها الفلم الأمريكي la passion de christ.
[5] انظر الفصل الخامس من الباب الثاني "أسباب وعوامل تغيير المعتقد الديني من الإسلام السني إلى الإسلام الشيعي" ص 545 - 596
[6] حسب أطروحة الباحث الفنلندي Edward Westermark، فإن الإسلام الشعبي المغربي يقوم على خليط بين التصوف وبقايا الوثنية.
[7] انظر الفصل السادس من الباب الثاني "أسباب وعوامل تغيير المعتقد الديني من الإسلام السني إلى الإلحاد" ص 597 - 801
[8] يقول تعالى: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف، 29)
[9] يجيب الكاتب على هذا الإشكال بكون خطاب الإلحاد لا يميز بين الديني المتعالي الروحي والتدين كتطبيق عملي، ولا يمكن فصله عن سياقه التاريخي والسياسي والاقتصادي (مثال أن آيات القتال مرتبطة بسياقات دفاعية).
[10] كمثال على ذلك القانون الجنائي من خلال الفصل 220 الذي يعاقب على ما سماه بزعزعة عقيدة المسلم. وقد سبق للمغرب طرد عدد من المبشرين الذين كانوا ينشطون في عدد من المناطق المهمشة كالحاجب وإفران.
[11] انظر تصريحات الرميد وأوجار تغضب مسيحيي المغرب: https://ahdath.info/400508