أسماء معيكل: المرأة في مجتمعاتنا لا تختار ما تريده، بل تختار ما ينبغي لها أن تكونه
فئة : حوارات
ثمة إقرار معرفي ساد في الأوساط الأدبية والفكرية أنّ الدراسات حول انتقال الفعل السردي جهة الانشغال بالهواجس والأسئلة والاختيارات الأنثوية، بات أمرًا ثابتاً، حيث تبلورت مع مسار الزمن الفاعل رؤية مخصوصة بالأنثى كانت في حقيقتها ثمرة نضال مرير صامت في الكثير من الأحيان، وناطق في بعض الأوقات، ومتمرد في بعض الأمصار التي عرفت انتشار النصوص التي انهمّت بهذه القضايا، وفي وسط هذا الأفق الفكري النضالي تنزلت مؤلفات الكاتبة السورية الدكتورة أسماء معيكل، إذ عملت على تشكيل رؤية للمنجز السردي انطلاقاً من تجربتها الخاصة بها، والتي كانت بمثابة المحضن الأول، الذي منه آمنت بحق الأنثى في إنجاز أنطولوجيا، ليس عدائية مع أنطولوجيا الرجل، وإنّما من أجل التقعيد لمنظورية عادلة بين الرجل والمرأة، وأنّه بالإمكان المرور صوب تأسيس سرد عربي منفتح على منجزات الغربن وكذلك على تجارب الشعوب الأخرى في أمريكا الجنوبية، والصين والهند.
وقد استطاعت أن تحقق منجزًا مهمًّا في هدا الحقل الدراسي الذي ما يزال بكرًا، إذ أنّها امتشقت الأفق الروائي بكل عزم وصبر وحرصت في مسارها الفكري أن تبقى ملتزمة بهذه الانشغالات الكبرى للمرأة، فالدكتورة أسماء معيكل، روائية وناقدة من سورية، وهي أستاذ مشارك النقد الحديث في جامعة حلب، وأستاذة اللغة العربية في قسم اللغة والأدب في كلية المجتمع في قطر حاليًا. ومهتمة بالفكر النسوي والدراسات السردية والثقافية. ولديها خبرة طويلة في تدريس النقد الحديث، والأدب الحديث، ونظرية الأدب. ولها ثلاثة كتب نقدية: "الأصالة والتغريب في الرواية العربية" 2011 و: "الأفق المفتوح، نظرية التوصيل في الخطاب الروائي المعاصر" 2013، و: "في تلقي الإبداع والنقد" 2015، ولها رواية: "خواطر امرأة لا تعرف العشق" 2009، ولديها عدد من الدراسات والأبحاث المنشورة في المجلات المحلية والدولية المحكمة وغير المحكمة.
من هذا المنظور المعرفي نبدأ إجراء هذا الحوار.
مرحبًا بكم على منبر مؤسسة مؤمنون بلا حدود
ربوح البشير: تشكل السيرة الذاتية في صورتها الفكرية منطلقًا مفصليًّا في مسار الباحث، كيف تنظر الأستاذة إلى مسيرتها الأكاديمية والعلمية؟
الدكتورة أسماء معيكل: تؤثر مسيرة حياة كل إنسان في تشكيل شخصيته ووعيه، ومما لا شك فيه أنّ المسيرة الأكاديمية والعلمية لها التأثير الأكبر في مسار الباحث وفي صياغة تصوراته وأفكاره ورؤيته للعالم، فالبحث العلمي الدؤوب يسهم في تطور الباحث بأفكاره ووعيه وطموحاته، ورؤيته للأشياء من منظور يختلف عن منظورات الآخرين، وما يعمق ذلك هو العلوم والمعارف وخبرات الإنسان وتجاربه إضافة إلى خبرات الآخرين وتجاربهم التي يستفيد منها أيضًا. وبالنسبة إلي فقد أسهمت سيرتي الذاتية في صوغ هويتي الفكرية، فمنذ الصغر كان لدي فضول المعرفة الذي دفعني إلى اكتشاف محيطي الضيق في مجتمع الريف الذي أنتمي إليه، وألحظ ما فيه من تناقضات، ثم مع دخول الجامعة بدأت ملامح الوعي النقدي تتشكل، لتعمق إدراكي لما خبرته في مجتمع القرية، واختلافه عن مجتمع المدينة التي انتقلت إليها، وكلما اكتسبت معلومة جديدة كنت أزداد وعيًا بما يحيط من حولي، لكن معارفي الجديدة وخبراتي وتجاربي، لم تجعلني أنفصل عن واقعي، وأعيش حالة فصام كما يحدث في كثير من الأحيان للأشخاص الذين ينتمون إلى بيئتين مختلفتين، فلا يقدرون أن يندمجوا في المجتمع الجديد، ويعجزون عن العودة إلى مجتمعهم القديم، ما يجعلهم يعيشون حالة اغتراب نفسي، ومعاناة تصل إلى حد الفصام، نتيجة الهوة التي ينمّونها بين ما كانوا عليه، وما صاروا إليه. أما أنا فقد بدأ حسي النقدي بالتبلور، وبدل أن أبتعد عن الواقع، انخرطت فيه محاولة تفكيك ثنائياته، وما فيه من تناقضات، نمّاها التخلف والجهل، وهيمنة العادات والتقاليد البالية، والثقافة الذكورية التي حشرت المرأة في زاوية ضيقة، وكل ذلك خلق لدي التحدي لمواجهة كل ما يعترض طريقي والانتصار لقناعاتي التي جاءت عبر البحث المعمق.
ربوح البشير: هل نستطيع أن نتحدث عن انشغال فكري بمسألة المرأة "الأنثى" في الرؤية الشرقية؟
الدكتورة أسماء معيكل: منذ بداية تشكل الوعي عندي وأنا أرقب بدقة أوضاع المرأة وآلية التعامل معها وألحظ الفروقات التي نمّتها العادات والتقاليد والثقافة الذكورية المنحازة إلى جانب الرجل في كل شيء، ما أدى إلى تراجع دور المرأة وتحولها إلى تابع أو ظل للرجل، يفتقر إلى وجوده بذاته، وتحوله إلى كائن هش من نوع الموجود بغيره. وهذا جعلني أطيل التفكير والنظر في أحوال المرأة عمومًا والشرقية على وجه الخصوص، وأحاول الحفر عميقًا في أوضاع المرأة وكيف ظهر ذلك في الآداب والفنون، وكيف أعاد السرد تمثيل هذه الأوضاع، ولا سيما بعد ظهور الحركات النسوية في العالم، وظهور جيل جديد من الكتاب يعي هذه الإشكالية. والحال هذه، يمكن القول بأنّني منشغلة بمسألة المرأة وقضاياها، والحفر عميقًا في واقعها، لأكشف عن حقيقة ما تتعرض له المرأة الشرقية والحال الذي آلت إليه، بعد عصور من الإقصاء، وعدم استعادتها لذاتها حتى اليوم على الرغم من الأحاديث الكثيرة والدراسات المطولة والحركات الثورية التي دعت جميعها إلى تحرير المرأة وإعادة تمكينها، إلا أنّ واقع الحال يكشف عكس ذلك ولا سيما في السنوات الأخيرة التي ترافقت مع الثورات والحروب، والحروب الأهلية، والفتن الطائفية، وظهور الحركات المتطرفة؛ إذ بدا واضحًا عودة عجلة الزمن بالمرأة إلى الوراء إلى ما قبل خمسينات القرن العشرين، وربما إلى أسوأ مما كانت عليه، فقد جرى انتهاك حرمة المرأة وتعرضت للاعتقال والاغتصاب والقتل، بوصفها أداة للانتقام بين الأطراف المتصارعة، كما قيّدت حركتها وفرضت عليها ضوابط كانت قد تخلصت منها، وحوكمت وقتلت بموجب ادعاءات عديدة وتحت شعارات مختلفة، وكأنّ كل القضايا قد حلّت ولم يبق سوى قضية المرأة، وحجب جسدها أو كشفه وإقامة الحدود عليها.
ربوح البشير: كيف يمكن أن نعيد تنشيط المخيال الشرقي الذي هيمن على الرؤية الشرقية للمرأة؟
الدكتورة أسماء معيكل: حدثت تراكمات كثيرة أدت إلى تراجع دور المرأة وتكوين صورة نمطية لها تحصرها في نطاقات ضيقة، وسادت الثقافة الذكورية وهيمنت لزمن طويل ما جعل المرأة نفسها تنتج هذه الثقافة وتدافع عنها، وحتى نتخلص من هذا الإرث الثقيل الذي مسخ المرأة واختزلها في جسدها ودورها الوظيفي في الإنجاب والمتعة، لا بد من التسلح بالوعي الذي يعيد للمرأة دورها والتعامل معها بوصفها كائنًا مساويًا للرجل، وأن تلغى جميع الثنائيات التفاضلية بين الرجل والمرأة بناءً على اختلاف الجنس، من قبيل: ولد/بنت، أقوى/أضعف، أعلى/أدنى، متبوع/تابع، وغيرها، وعدم النظر إلى الفروقات البيولوجية الموجودة بين المرأة والرجل على أنّها فروقات تفاضلية، بل هي خصوصية يمتلكها كل طرف. لكن الواقع الحالي لا يبشر بالخير في هذا السياق، ففي ظل تردي الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، يبدو أنّه من العسير الحفاظ حتى على ما كسبته المرأة في السنوات الماضية، إذ من الواضح أنّ عجلة الزمن تعود إلى الوراء بفعل انتشار التطرف في كل مكان.
ربوح البشير: فيما يتعلق بالمرأة باعتبارها مجرد صُنعة شرقية ينحصر وجودها في الجسد ومشتقاته الإيروسية، هل نتوجه صوب طرح كينونة خالية من المعنى؟
الدكتورة أسماء معيكل: مما لا شك فيه أنّ محاصرة المرأة في الجسد ومشتقاته الإيروسية، بوصفها أداةً للمتعة، أو محاصرتها في دورها الوظيفي، بوصفها أداة للإنجاب (آلة تفريخ) يؤدي إلى خلق كينونة خالية من المعنى، لأنّنا بذلك نلغي تفكير المرأة وعقلها. تشير الإحصائيات المتكررة إلى أنّ حوالي 90 بالمئة من النساء الشرقيات عمومًا في ظل مؤسسة الزواج لا يعرفن شيئًا عن المتعة، لذلك ينظرن إلى العلاقة الجنسية على أنّها واجب كريه ومقرف، فهن أدوات للمتعة فقط، يقع على عاتقهن إمتاع الرجال، أما متعتهن فلا وجود لها. بل إنّ معظمهن جاهلات بأجسادهن ومتطلباتها، ويسقن إلى مؤسسة الزواج ويدخلنها وفق نسق تكراري، من غير أن يعرفن شيئًا عن رغباتهن ومتطلبات هذه المؤسسة، ومدى استعدادهن لولوجها. ذلك أنّ وجود المرأة خارج مؤسسة الزواج وجود غير شرعي، ينظر إليه بعين الريبة والشك، وهذا يدفع المرأة حتى حينما تمتلك الوعي إلى الزجّ بنفسها داخل هذه المؤسسة وإن كانت لا تلبي تطلعاتها، الأمر الذي ينتج عنه مؤسسات تبدو متماسكة، لكنها في أعماقها منهارة أو آيلة إلى السقوط. المرأة في مجتمعاتنا لا تختار ما تريده بل تختار ما ينبغي لها أن تكونه، ولأنّ المجتمع يرى فيها أداة للمتعة، فهي تُنشّأ من نعومة أظفارها على أن تكون كذلك، وما إن تبلغ، وفق الفهم التقليدي للبلوغ، حتى تجبر على مغادرة طفولتها ويزج بها إلى عالم الحريم لتصبح زوجة، ومن ثم والدة، فالهدف منها المتعة والإنجاب، وطالما أصبح لديها رحم فعليها أن تؤدي وظيفتها، حتى وإن كانت لا تعرف معنى هذه الأشياء، ولذلك نجد في مجتمعاتنا الكثير من الوالدات بيد أنّنا لا نرى أمهات، وأنا هنا أفرق تفريقًا دقيقًا بين الأم والوالدة. فالولادة فعل مشترك بين البهائم والبشر، بيد أنّ الأمومة اختيار ومسؤولية واستعداد للنهوض بكائن يحتاج الرعاية والتربية والاهتمام، وعليه فقد تكون المرأة أما من غير أن تنجب، وقد تعجز عن ذلك حتى وإن أنجبت عشرات الأطفال.
ربوح البشير: هل ما زال السرد العربي يشتغل فقط وفق منظور غربي أم حان الوقت لكي نبدأ في تفعيل آليات سردية عربية؟
الدكتورة أسماء معيكل: لا أتفق مع هذا التوجه في الطرح أصلاً، فأنا لا أرى أنّ السرد العربي يشتغل وفق منظور غربي، لأنّني أعتقد أنّنا تجاوزنا هذه المرحلة منذ زمن بعيد، فقد جرى حديث مطول حول هذه القضية سابقًا، وانقسمت الآراء على قسمين: قسم رأى أنّ السرد العربي متأثر بالغرب وتابع له، وقسم حاول أن يقطع هذا السرد عن المؤثرات الغربية ويحصره في التراث العربي القديم، وأعتقد أنّ كلا الاتجاهين قد بالغ فيما ذهب إليه، فالسرد العربي مما لا شك فيه أنّه تأثر بالمنظور الغربي، ولكنه في الوقت نفسه لم ينفصل عن جذوره الضاربة في القدم، واستطاع أن يطور أدواته ليقدم سردًا عربيًّا له خصائصه التي تميزه عن غيره من سرد الأمم الأخرى التي يشترك معها بالتأكيد في أمور عديدة. فالظاهرة السردية اليوم هي ظاهرة عالمية، وحينما نتحدث عن السردية، فمما لا شك فيه أنّ لهذه الظاهرة أسسًا ومقومات متعارفًا عليها بين النقاد والكتاب في مختلف أرجاء العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بكل بيئة ومجتمع، وهذه الخصوصيات الفارقة هي التي تميز بين سرد وآخر، فالسرد في أمريكة اللاتينية له نكهة مختلفة عن السرد في أوربا، وكذلك السرد في اليابان أو في الصين، وبذلك يكون للسرد العربي خصوصيته أيضًا.
ربوح البشير: إذا كان الفكر العربي في عمقه يفكر من منطلق المركزية الذكورية، هل بالإمكان تأسيس مركزية أنثوية أم أنّ الأمر مجرد ردّ فعل يخلو من الفاعلية؟
الدكتورة أسماء معيكل: إنّ السعي إلى تأسيس مركزية أنثوية لا يقل سوءًا عن هيمنة المركزية الذكورية في الوقت الحالي، لأنّ الفكر الذي ستنتجه المركزية الأنثوية سيكون منحازًا تمامًا، وسيكون مجرد رد فعل، ومن ثم تكون المركزية الأنثوية والمركزية الذكورية وجهين لعملة واحدة، وهذا ما لا نريده. والحال هذه فقد ساد مثل هذا التفكير في البداية مع الحركات النسوية الراديكالية والمتطرفة في بعض الأحيان، لكن هذه الموجة انتهت، وظهرت الحركات النسوية المعتدلة التي حفرت عميقًا في واقع المرأة، وسعت وتسعى إلى تخليص المرأة والرجل من الإرث الثقيل الذي صاغ العلاقة بينهما على النحو السائد، وإعادة صياغة هذه العلاقة وفق منظور تكاملي بحيث ينظر إلى المرأة والرجل على أنّهما إنسان بعيدًا عن التحيزات الجنسية، والعلاقة بينهما علاقة تكاملية وليست تفاضلية. ولذلك لا نجد عداءً تجاه الرجل كما حدث في البداية مع الحركات الراديكالية التي رفضت كل ما يصدر عن الرجل من نظريات وتفسيرات وأعمال سادت منذ القدم، وجرى نقد حاد وتفكيك لما قدمه كبار الفلاسفة والمفكرين عبر التاريخ، بوصفهم معادين للمرأة بأفكارهم وفلسفاتهم ونظرياتهم، بل وصل الأمر إلى رفض الرجل نفسه، فظهرت دعوات إلى العلاقات السحاقية، ورفض الأمومة، والنظر إلى الرجل على أنّه العدو. ولكن فيما بعد هدأت هذه الموجة التي يُفهم سبب ما ذهبت إليه على أنّه رد فعل عنيف على ما آلت إليه المرأة، وهذا أمر طبيعي يحدث في البدايات غالبًا. أما اليوم ومع الحركات النسوية المعتدلة فليس هناك عداء تجاه الرجل، لأنّ هذه الحركات تعي أنّ الرجل يقع ضحية الثقافة الذكورية التي تصوغ وعيه وتفكيره تمامًا كما المرأة، وأنّ كليهما يحتاج إلى التخلص من هذا الإرث الثقيل الذي تنتجه المرأة نفسها في كثير من الأحيان نتيجة الوعي الزائف الذي يتحكم بها. لا بد من الإشارة أيضًا إلى وجود اختلاف بين الحركات النسوية والتوجهات والتطلعات باختلاف المجتمعات والبلدان، فالنسوية الغربية غير النسوية الشرقية، أو الهندية أو الأفريقية، لأنّ لكل مجتمع وضعه الخاص، وما تعاني المرأة منه في الشرق يختلف عما تعانيه المرأة في الغرب أو في الهند أو الصين، ولذلك ظهرت حركات نسوية في الهند والصين وأفريقيا مناهضة للحركات النسوية في الغرب أو ما أطلق عليها النسوية البيضاء.
ربوح البشير: هل هناك رؤية مستقبلية لمشروع السرد النسوي عند الأستاذة؟
الدكتورة أسماء معيكل: السرد النسوي فرض نفسه على الساحة الأدبية، ولا يمكن لأحد تجاهله، فهناك أصوات نسوية قوية، تعاطت مع أهم القضايا النسوية وأعقدها، وانشغلت بتقديم رؤى جديدة في تناولها وعرضها لقضايا في غاية الحساسية، وكانت تعد من المسكوت عنه في السرد، وعبرت عن هذه القضايا من منظور نسوي ورؤية للعالم مغايرة للرؤية الذكورية. ولم يعد خافيًا على أحد حضور المرأة اللافت اليوم في الكتابة السردية. لا يمكننا اليوم تجاهل كتابات نسوية كان لها بالغ الأثر على أجيال عديدة من الرجال والنساء، كشفت النقاب عن حقائق لا يمكن للوعي السليم تجاهلها، ككتابات فاطمة المرنيسي، ونوال السعداوي، وغادة السمان، وألفت الإدلبي، وكوليت خوري، وآذر نفيسي، وغيرهن. مع الإشارة إلى وجود كاتبات متطفلات على السرد النسوي، ركبن الموجة التي ظهرت ظنًّا منهن أنّهن بكتاباتهن لمجموعة من النصوص الفضائحية يقدمن سردًا نسويًّا، إلا أنّ ما قدّمنه لا يرقى لأن يكون سردًا أصلاً، لكن الزمن وحده كفيل بغربلة الأعمال الكثيرة الموجودة في الساحة الأدبية، وتمييز الغث من السمين.