أفكار راجحة لأزمنة حرجة: في تثوير مفهوم الأقلية المسلمة
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
1- استهلال على سبيل التقديم
2- فقه الاغتراب من عارض الهجرة إلى سؤال الأنسنة
3- خلاصـات وآفـاق .. من أجـل استئنـاف النظـر
ملخص الدراسة:
مازال حال العالم الإسلامي اليوم رهينا بمدى قدرته على إنتاج حلول تنتشله من وحل المشاكل العويصة التي يتخبط فيها منذ انفكاكه من قبضة الاستعمار؛ حيث إن التخلف قد أناخ بكلكله على مفاصل الحياة العامة للمسلم المعاصر، وكأن وصف ابن خلدون في حق زمانه، ظل يحدث أثره في حال المجتمعات الإسلامية، حين قال: "وكأنما نادى لسان الكون في العالم بالخمول والانقباض فبادر بالإجابة".[1]
والحال أن هذا الخمول قد أصاب الدولة والمجتمع والإنسان، وأدرك الانقباض قدرات العقل المسلم الذي أرهبته صدمة الحداثة، فانقسم إلى عقل اعتصم بالتاريخ كليا منتهجا مذهب السلفية التي تنقطع عن الحلول المستوردة، وإلى عقل ارتمى في أحضان الآخر في كل تفاصيل وجوده المادي والمعنوي.
والمتضرر من كلا العقلين هو الاجتهاد، حيث تنكر له الأول لما نسي أن التاريخ لا يمكن أن يثمر في الحاضر، ما لم يأخذ بسياقات وحيثيات الحاضر والمستقبل معا، فيما أجحف في حقه الثاني، حينما أحدث قطيعة إبستمولوجية تامة مع كل موروث مراهنا على الفعل بدءا من الصفر.
ولما اتصل العالم الإسلامي بالعالم الغربي، اشتدت هذه الأزمة بفعل مظاهر الاختلاف والتباين بين الوجودين، وتزداد هذه الأزمة اشتدادا في أوساط المهاجرين الذين استوطنوا بلاد الغرب، فانعكس هذا الفارق على نفسياتهم وشخصياتهم.
وحينما بدأ المفكرون في رأب هذا الصدع، وفي تجديد رسوم الشريعة وتفعيل الوجود المسلم خارج أرضه، كان لزاما على أعيانهم أن يمارسوا عملية الاجتهاد في اتجاهين: اتجاه الإمتاح المثمر من التراث الفقهي، واتجاه الإفادة من معطيات العصر، نظرا لدقة المجال التداولي الذي يبحث هؤلاء لأجله، ونظرا كذلك لصعوبة المواءمة بين النصوص والواقع، وبين الماضي والحاضر، وبين التنظير والتنزيل.
فمازال كثير من الإشكالات التي لها علاقة بماهية الاجتهاد تعوق مسيرة العقل المسلم، من قبيل الحديث عن شروطه في زمن التخصص العلمي، وانفجار المعرفة وثورة المعلومات، والاجتهاد بين المؤسسة والفرد الموسوعي، وآفاق الاجتهاد في علاقته بالمذهبية الفقهية من جهة وبمقاصد الشريعة وأسرارها من جهة أخرى.
وهذه الأسئلة والقضايا أشد ما تنعكس على نوازل العصر، والتي يتأكد إلحاحها مع فتح جسور التلاقح الفكري، وانتشار ظاهرة الهجرة من وإلى الغرب.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- مقدمة ابن خلدون، وهي الجزء الأول من تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر: ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس الأستاذ خليل شحادة، مراجعة الدكتور سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، 1421/2001، المقدمة في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط وذكر شيء من أسبابها، 1/43