أفلوطين
فئة : أعلام
ولد الفيلسوف اليوناني أفلوطين بمصر حوالي سنة 204 م، ونشأ في الإسكندريّة، حيث تعلّم الفلسفة على يد أمونيوس ساكاس. انضمّ إلى حملة غورديانوس على الفرس (243-244م)، بغية التعرّف على الحكمة الهنديّة والفارسيّة. وفرّ نتيجة فشل الحملة إلى روما، حيث أضحى معلّما ذائع الصيت وبات صاحب مدرسة مفتوحة للجميع وسرعان ما التحق به نخبة من التلاميذ المعجبين به وبأسلوبه الحرّ في المحاورة. ومن أبرز تلاميذه فرفوريوس الصوري الذي أرّخ لمعلّمه في كتابه "حياة أفلوطين".
تميّزت حياته بميل إلى التوحّد والعزلة نتيجة الظروف التي مرّ بها عصره؛ فقد كان القرن الثالث الميلادي متميّزاً بكثرة اضطراباته وأزماته، فضلاً عن الانحدار الأخلاقي والحضاري، وتحكّم الدين في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة.
من أبرز مؤلّفاته: الإنيادة (Enneades) أو التاسوعات، وهي نقل للمناقشات الحيّة التي كانت تدور في مدرسة أفلوطين، وإن بشيء من الاختزال. و"تتكوّن من ستّ مجموعات: الأولى تتناول الإنسان، الثانية والثالثة العالم المحسوس، والرابعة النفس، والخامسة العقل، والسادسة الوجود" (الحاج، 2000، ص ص 53-54). وقد تولّى فرفوريوس جمعها ووضع عناوين لها.
ويعتبر أفلوطين أوّل من قال بنظريّة الفيض (Emanation) في تفسير الوجود، "وجعل مبدأها الواحد أو "الخير" أو "الله"، و"الله" هو واحد مطلق بسيط غير مركّب، غير متحرّك وغير ساكن، ليس في زمان ولا مكان، وهو كامل لا يعتريه مبدأ الوجود جميعا، فيتأمّل الله ذاته فيعقلها، فيفيض عنه كائن أوّل هو العقل.. والعقل يعقل نفسه ويعقل الله... ويتأمّل ذاته فتفيض عنه النفس الكلّيّة التي تملأ العالم. تتأمّل النفس العقل، فتفيض عنها نفوس الكواكب ونفوس البشر والأجسام. وهذه النفس تنظّم العالم وتحييه... والمادة أدنى مراتب الوجود، فإذا حلّت النفس في الجسد، أصابتها الشرور من علائق المادّة، لذلك فإنّ النفس تنزع إلى مصدرها الأوّل. ووسيلتها إلى ذلك الفلسفة، فإذا اتّحدت به كانت سعادتها القصوى" (الحاج، 2000، ص 54). وكان لهذه النظريّة صدى لدى الهلّينيّين والمسيحيّين والمسلمين.
توفّي أفلوطين على الأرجح سنة 270 م في كامبانيا.
انظر:
-الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون. ص ص 53-54
-طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر. ص ص 76-78