أمين الخولي
فئة : أعلام
هو أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي، وقد ولد في أوّل مايو سنة 1895 بقرية شوشاي في مركز أشمون بمحافظة المنوفية في أسرة مصريّة متوسطة الحال، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنوات والتحق بمدرسة لافيسوني بالقاهرة فمدرسة المحروسة ثمّ مدرسة القضاء الشرعي حيث تخرّج بتفوّق عام 1920 وعيّن بها مدرّسًا، انتقل إلى روما إمامًا للبعثة الدراسيّة المصريّة ثمّ إلى برلين في المفوضية المصريّة، فتعلّم اللغتين الإيطاليّة والألمانيّة واطّلع على عدد من كتابات المستشرقين المهتمّين بالدراسات الإسلاميّة، وعاد مجدّدًا عام 1927 لوظيفته بمدرسة القضاء الشرعي، واختير سنة 1928 ليدرّس بقسم اللغة العربيّة بكلّيّة الآداب بجامعة فؤاد الأوّل، على الرغم من أنّه لم يكن متحصّلاً على شهادة علميّة تؤهّله لذلك، ماجستير أو دكتوراه، وأضحى سنة 1946 رئيسًا لهذا القسم بالكلية، أقصد قسم اللغة العربيّة. أنشأ في الأربعينات برفقة عدد من طلبته ناديًا أدبيًّا حمل اسم "الأمناء" بغية الارتقاء بالأدب والفنّ نظريًّا وعمليًّا، وعبره نشر كتابيه "مناهج التجديد في النحو والبلاغة والتفسير"، و"من هدي القرآن". وتمّ عام 1953 تعيينه مستشارًا لدار الكتب، وشغل أيضًا منصب مدير عام للثقافة، وإثر تقاعده عام 1955 اختير عضوًا بمجمع اللغة العربيّة بالقاهرة.
من أعماله نذكر فضلاً عمّا سبق: "المجددون في الإسلام"، و"كتاب الخير"، وله أيضًا فصل بدائرة المعارف الإسلاميّة عن تفسير القرآن.
ومن مقولات الخولي الشهيرة: "أول التجديد قتل القديم فهمًا وبحثًا ودراسةً". وأيضًا: "أما إذا مضى المجدد برغبة في التجديد مبهمة، يهدم ويحطم ويشمئز ويتهكم فذلكم، وقيتم شره، تبديد لا تجديد."
وقد "أرسى [الخولي] بناءه المنهجي التجديدي على ما أسماه "التفسير البياني للقرآن". كان محور هذا الضرب من التفسير هو إظهار الإعجاز البلاغي للقرآن، لكنّ الخولي يرى أنّ ما ألّف في هذا الغرض من التفاسير السابقة ينطلق في معالجته للنص من منطلق دعوي وتراثي، لذلك كانت الجهود مسخّرة لغايات دفاعيّة عن الإسلام، ولم تكن العناية بالجانب البياني اللغوي غاية في حدّ ذاتها. ويتحدد مدخل التجديد عند الخولي والمدرسة الحديثة كلها في وظيفة المفسّر أوّلاً، وفي مكانة النصّ المفسّر ثانيًا، فليس مقبولاً عند الخولي أن يظلّ التفسير المعاصر مجرّد أداة لاختيارات مذهبيّة وتوظيفات دعويّة مهما كانت أهمّيتها" (النيفر، ص ص 118-119).
أثار موقفه المناصر لرسالة الدكتوراه التي أنجزها تحت إشرافه طالبه محمد أحمد خلف الله بعنوان "الفن القصصي في القرآن الكريم" انتقادات عنيفة له بلغت حدّ تكفيره.
توفّي الشيخ أمين الخولي في التاسع من مارس سنة 1966 ودفن بقريته شوشاي.
انظر:
- النيفر، احميدة، (2000)، الإنسان والقرآن وجهًا لوجه (التفاسير القرآنية المعاصرة) قراءة في المنهج، دمشق، دار الفكر، ط1، ص ص 118-124
- الخولي، يمنى طريف، (2014)، أمين الخولي والأبعاد الفلسفيّة للتجديد، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة.