إحراجات راهنة حول "مكانة المرأة في الإسلام": نحو فهم تنويري
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
1-مداخلُ من أجل تنويرِ الفَهم:
2-الفهمُ التنويري في "المقاربة التأويلية": نموذجان دالان
ملخص الدراسة:
تسعى هذه الدراسةُ إلى الاقتراب التساؤلي من الإحراجات الراهنة التي تخترقُ الخطاب الديني السائد حول "مكانة المرأة في الإسلام"، وذلك من خلال توصيف مناطاتِ هذه الإحراجاتِ وطبيعتِها، وتحليل أبرزِ أنماط المقارباتِ التي تطولُها. مرادُ الدراسةِ من ذلكَ، بيان خصائصِ كل واحدة من هذه المقاربات، والبحث عن أكثرها إجرائيةً في اقتراح فهم تنويريّ نقدي، يتجاوز ما يقعُ فيه جلُّها من آفاتٍ معرفية ومنهجية. هكذا، ومن أجل الإسهام في تحقيق فهم تنويري كفيلٍ بتجاوز تلك الإحراجات، ومن ثم الإسهام في التخفيف من الانشراخات الروحية والمعيشية الناجمة عنها، تقترحُ الدراسةُ لذلكَ مداخلَ ثلاثة: التمييزُ بين"الدين في ذاته" و"فهم الدين"؛ ثم التمييزُ في تناول أسئلة المرأة داخل النسق الإسلامي، بين المقارباتِ "السلفية" و"الإصلاحية" و"التأويلية"؛ ثم الدعوةُ إلى الإصغاء إلى الصوت الفكري النسائي في معالجة تلك الأسئلة، بما فيها تلك المعالجات التي تتبنى "المقاربة الرافضة" أو"المقاربة الإلحادية". وفي ضوء هذه المداخل، تحاول الدراسةُ الكشفَ عن البعدِ التنويري الذي يميز "المقاربة التأويلية"، قياسًا إلى الآفات التي تطوق المقاربات الأخرى، وهو ما سعت إلى التدليل عليه عبرَ بسط رؤية "المقاربة التأويلية" لنموذجين دالين من الإحراجات التي تحاصر مكانة المرأة المسلمة في الخطاب الديني اليوم؛ يتصل الأول بمسألة "تخصيص الرجل بالحور العين في الجنة دون النساء"، وهي إحدى "المُسَلَّمات" الذهنية التي تُشَكِّلُ تصوراتنا النمطية عن المرأة المسلمة؛ ويتعلق الثاني بمسألة "تأديب المرأة بالضرب"، وهي اليومَ إحدى أشد إحراجات الأحكام الفقهية المتعلقة بالنساء، لتنتهي الدراسةُ إلى بيان الخصوصية الإبستمولوجية والمنهجية، وكذا الفعالية العقلانية والإيمانية، التي تُميزُ "المقاربةَ التأويلية"، وتؤهلها لفتح أفق تنويري لا نهائي، من شأنه أن يُسهم في تحقيق ذاك الانسجام الذي ينشدهُ المؤمنُ المعاصرُ بين قلبهِ وعقله، أو قل بين روح الإيمان وروح العصر.
تثيرُ "مكانةُ المرأة في الإسلام" اليومَ أسئلةً إشكاليةً، ما تفتأ تزجُّ بالخطاب الديني السائد في إحراجات شتى؛ بل ما تبرحُ تَلفِظُ العديد من الأجوبة التي يقدمها هذا الخطاب بوصفها "مُسَلَّماَت دينيةً"، في حلبة الارتياب والارتباك. وترجعُ تلك "الإحراجيَةُ" التي تستبدُّ بالخطابِ الديني، كما يرجِعُ الارتياب والارتباك اللذان يمسان بعض "مُسَلَّماته" عن المرأة المُسلِمةِ، إلى ما عرفته المجتمعات الإسلامية من صيرورة وتحول، سواء على مستوى المعيشِ أو على مستوى الوعي، وهي تغيراتٌ غيرُ متعلقةٍ بالدين في حد ذاته، بل تتعلقُ، أساسًا، بكيفية فهمِ ومقاربةِ تلك الأسئلة في ضوء نصوص الدين التأسيسية وتفسيراتِ الأجدادِ لهذهِ النصوص، وكذا في ضوءِ تعاطي الخطاب الديني، معرفيا وتشريعيا، مع الإشكالاتِ التي ما تفتأُ تتناسلُ حول "صورةِ" المرأة و"حقوقها"، بتحايث مع تلك التغيرات.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا