إميل دوركايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثة
فئة : أبحاث محكمة
ملخص:
تحاول هذه الدراسة الوقوف عند ملامح المجتمع الحديث كما رسمها دوركايم في مجموع أعماله الكبرى، وفي الكثير من الدراسات التي قدمها هذا الأخير في فترات مختلفة من تطور حياة الفكرية والعلمية والإيديولوجية كذلك، كما أنها تسعى إلى موقعة تصور دوركايم لنفس المجتمع بين مجموع التصورات التي تشكلت حول الحداثة والمجتمعات الحديثة في نفس الفترة، وهو ما يمثل في نظرنا محاولة لتجاوز القراءات الكلاسيكية لمتن الرجل، التي حصرته وحاصرته في كثير من الأحيان في نظريته للمعرفة التي وإن كنا مقتنعين بأهميتها في اقتحام المتن الدوركايمي، إلا أننا نعتبرها جزءا من المشروع العلمي والمجتمعي لدوركايم، وليس كل المشروع الذي أنجزه هذا الأخير.
إن الفكرة الأساسية لهذه الدراسة تقوم على أن المجتمع الحديث والحداثة من حيث هي أفكار ومفاهيم وتصورات اجتماعية، توجد في كل المتن الدوركايمي حتى المعرفي منه، رغم أنها تقدم نفسها في تقسيم العمل الاجتماعي والانتحار والأشكال الأولية للحياة الدينية وأعمال دوركايم المتعددة حول التربية، بشكل جلي وواضح، لذلك أمكننا القول أن المجتمع الحديث بالنسبة لدوركايم هو ذلك المجتمع الذي تتمايز بنياته وأفعال الأفراد ومعتقداتهم فيه، إنه المجتمع الذي يقوم على تقسيم كثيف وكبير للعمل الاجتماعي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني، في السياسة والاقتصاد والثقافة في المعامل والمصانع ومؤسسات الدولة، إنه المجتمع الذي تضعف فيه العلاقات الأولية مقابل انتعاش كبير للعلاقات الثانوية واللاشخصانية بالأساس. إنه كذلك المجتمع الذي تتحول فيه التربية إلى شأن عام وتستمحل فيه المدرسة مكان الأسرة، وتصبح فيه الدولة المسئول الأول عن عملية التنشئة الاجتماعية، إن المجتمع الحديث بالنسبة لدوركايم هو المجتمع الذي تقوم فيه الأخلاق والمعاني الأخلاقية على قيم لائكية بحيث تكون قادرة على استيعاب الجميع خاصة وأن كثافة المجتمع الحديث من حيث تنوع الأعراق والديانات والثقافات يجعل من الدين والأسرة كمؤسسات تربوية مؤسسات فاشلة بل مانعة للتربية. أما البعد الثالث في المجتمع الحديث كما تمثله دوركايم، فيظهر في خروج الدين من المجال العمومي، بل وانسحابه من المجتمع بشكل عام، بسبب تقدم المعرفة العلمية التي ستصبح السجل الأول لكل المعارف والمعاني التي يستعملها الأفراد لفهم العالم وتحليله.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا