إيديولوجيا التقدم وتمثّلات اليوتوبيا في الرواية العربية المعاصرة: تمظهرات المستقبل وأسئلة النص
فئة : أبحاث عامة
ملخص:
لمّا كان المستقبل [بما هو زمن الاحتمال والتوقع وزمن الأمل والانتظار] أهمّ زمن نفسي، فقد عبّرت الرّواية العربية عنه في منجزها السردي بأشكال وصيغ متعددة، فانسكبت لغتها سائغة باتجاهه حاملة في ذاتها رؤية معينة للتعبير عنه. فاتجهت بوعيها الفني وبإمكاناتها البنيوية والمعنوية إلى استشكال ما فكّرت فيه الذات العربية من موقعها الحضاري والثقافي، عبر زمنها المحكوم بالقادم، والمنعكس داخل النصّ على شكل استشرافات فنية سردية لها ما يميزها فكرياً وما يفردها جمالياً.
وبناء على هذا المنطق، حاولت في هذا البحث أن أكشف طبيعة هذا التشرب للمستقبل كما صوّره نصّ الرّواية العربي المعاصر، وذلك من خلال استشفاف واستنطاق مجموعة من النصوص المعاصرة التي تمثلته بنيتها وبثته مضامينها، بعد أن استشعرت الواقع العربي وبنت عليه آفاقها، لتكون منطلقاً أساسياً في تحديد سياق العمل وتوجيهه، ومتحكماً قاعدياً وصارماً في الوصول إلى النتيجة وتفعيل المقاربة، وقد تمَّ انتقاء هذه المدونات بناء على مجموعة من الشروط، أهمها اختلاف زوايا الرؤية التي تنظر من خلالها إلى المستقبل، إضافة إلى التنويع في الجوانب المستشرفة تغطية للراهن العربي ومستقبله من منظور الرواية العربية المعاصرة، ناهيك عن التحقق من احتوائها على رؤى مستقبلية شاملة يمكن تعميمها، وهو ما من شأنه أن يخدم موضوع البحث ويثري نتائجه الكليّة. وهذه النصوص هي:
- الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء، للروائي الجزائري "الطاهر وطار".
- الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل، للفلسطيني "إميل حبيبي".
- أوان القطاف، للمصري "محمود الورداني".
وقد حاولت في هذا المساق الكشف عن الصور الدلالية الكبرى للمستقبل العربي في هذه النماذج الروائية المنتقاة، وتمّ ذلك بجمعها تحليلاً وتأويلاً تحت عناوين كليّة، باعتبارها رواية عربية واحدة تحكي هموماً مختلفة من منطلقات تطلّعية متباينة، بالنظر إلى سياقات إنتاجها، لكن بتوصيفات سردية مطّردة. وقد اعتمدت في ذلك على مقولتين مركزيتين: مقولة الإيديولوجيا بما تطرحه من مفاهيم وتفريعات فكرية تحمل في ذاتها أسئلة التأخر/ التقدم العربي بالنظر إلى ماضيه وراهنه، ومقولة اليوتوبيا بما تبثّه من أمداء مستقبلية ومرتجيات عربية [فردية وجماعية] لا تؤمن بمحدودية الزمان وضيق الفضاء، وذلك من مختلف الزوايا، خاصة ما تعلّق منها بالجوانب السياسية والاجتماعية والحضارية.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا