ابن خلدون بين التاريخ وفلسفة التاريخ
فئة : أبحاث محكمة
ابن خلدون بين التاريخ وفلسفة التاريخ
المستخلص:
يعرض البحث أهمّ ملامح تصوّر ابن خلدون للتّاريخ، والوقوف على العوائق الإبستمولوجية التي تمنعه من أن يكون علما دقيقا. وفي هذا الاتجاه يحاول، في كتاب المقدّمة خاصة، أن يرسم تصوّرا خاصا لضمان الشروط العلمية لأن يصبح التاريخ علما إنسانيا يمكّننا من دراسة المجتمعات الإنسانية لا في ماضيها فقط، بل كذلك في حاضرها واستشراف مستقبلها. إنّ معنى الإنسان في فكر ابن خلدون يرتبط ارتباطا وثيقا بمفهومه للتاريخ، حيث يبرز هذا التاريخ بصفته المجال الذي يتكوّن فيه الوعي الإنساني؛ وذلك بواسطة التأمّل والتعقّل؛ لأنّ الأحداث التاريخية في التصوّر الخلدوني ليست مجرّد أحداث عابرة، بل تعبّر عن المعاني العميقة للإنسانية وتدعو إلى استخلاص الدروس. ولكن استخلاص الدروس من التاريخ وتأمّل أحداثه يبرزان لنا أنّ الوقائع التاريخية تخضع إلى منطق وضرورة، حيث من الصعب اعتبارها عشوائية، ويمكن أن نتحدّث عن التاريخ بما هو "ماضي"، ولكن هذا الماضي يحيل، بالتوازي، على الحاضر والمستقبل. ونبيّن هنا أنّ التاريخ هو وعي إنساني يمثّل معنى من معاني الحكمة البشرية؛ لأنّه يقوم على النظر والتدبّر، وخاصة التعمّق في معرفة الأسباب وتقصّي العلل.
وهذا التصوّر الخلدوني للتاريخ من حيث قيمته ومكانته الاجتماعية والفلسفية يمكن مقارنته ببعض فلسفات التاريخ المعروفة في تاريخ الفكر الإنساني مثل تصوّر هيغل وماركس وبرغسون... وذلك من أجل أن أبيّن في نهاية الأمر تميّز ابن خلدون وأسبقيّته في هذا المجال بالذات. وهذه المقارنة قد تبيّن لنا أن ابن خلدون لا يكتفي بأن يكون مؤرّخا ناقلا للأحداث، بل هو صاحب فلسفة للتاريخ كذلك.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا