ابن مسكويه
فئة : أعلام
هو أحمد بن محمّد بن يعقوب بن مسكويه، واختُلف في اسم "مسكويه" هل هو لقبه أو لقب جدّه ليقال "ابن مسكويه" أو يقع الاكتفاء بـ"مسكويه". كنيته أبو علي الخازن نسبة إلى عمله عند البويهيّين بوصفه كان خازنا لمكتباتهم، كما لقّب بـ"صاحب تجارب الأمم" إشارة إلى واحد من أبرز مؤلّفاته في التاريخ. ولد حوالي 320هـ (932م). عاصر البيروني وابن سينا وأبا حيان التوحيدي وبديع الزمان الهمذاني.
درس تاريخ الطبري على ابن كامل القاضي وأحاط بعلوم كثيرة مثل الطب والكيمياء والتاريخ واللغة والأدب والفلسفة.. واهتمّ بعادات الشعوب وأمثالها وحِكمها وكتب باللغتين العربيّة والفارسيّة وترك مصنّفات كثيرة مثل "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق" و"الفوز الأكبر" و"الفوز الأصغر" و"ترتيب العادات" في الفلسفة الأخلاقيّة، و"تجارب الأمم وتعاقب الهمم" في التاريخ و"أنس الفريد" في الأدب والحكمة، و" كتاب في الأدوية المفردة" في الطبّ.. ودلّت هذه المصنّفات على عميق اطلاعه على الموروث الفلسفي اليوناني إذ كثيرا ما كان يستحضر أقوال سقراط وجالينوس وفيثاغوراس وفرفريوس وبرقلس.. ينقلها وينقدها.
وهو وإن كان مشهورا بالفضل والأدب والبلاغة والعلم فإنّه برز خاصة في مجال الأخلاق والفلسفة الأخلاقيّة إذ فصّل أصولها وضبط أنواعها وحدودها وقابليّتها للتحوّل والتغيير وميّز بين الجبلّي فيها والكسبيّ وموقع الأديان والشرائع منها ودورها في تنميتها وتوجيهها وتحدّث عن الفضائل وأصنافها وحاجة الإنسان إليها ففيها كمال سعادته في الدنيا والآخرة وأساس تعايشه مع غيره باعتبار مدنيّته. وقد أكّد ابن مسكويه قيمة العلم والمعرفة والحكمة في إدراك الفضائل وتفعيلها. وحدّد الغاية منها وهي أن تصدر عن البشر أفعال جميلة بعيدة عن التصنّع والتكلّف. وهذا ما جعل كتابه "تهذيب الأخلاق" من أكثر مؤلّفاته شهرة وتداولا.
توفّي ابن مسكويه بأصبهان حوالي سنة 421هـ (1030م).
