استراتيجية عبد الجواد ياسين التأويلية (اجتماعانية النص)

فئة :  أبحاث محكمة

استراتيجية عبد الجواد ياسين التأويلية (اجتماعانية النص)

استراتيجية عبد الجواد ياسين التأويلية (اجتماعانية النص)

يمثل فكر عبد الجواد ياسين ثمرة احتكاكه بالعقل اللاهوتي وتفاعله معه، واحتكاكه بالعقل الاجتماعي؛ فبين النظرية اللاهوتية التقليدية التي تنكر أي بعد اجتماعي في الديانة وتتعامل معها برمتها كمعطى إلهي لا حضور للإنسان فيه حتى على مستوى الاستقبال، والعقل الوضعي الذي يرى الدين ظاهرة اجتماعية من صناعة الإنسان والاجتماع الإنساني داخل هذا العالم، وما من إثبات أو قدرة على إثبات وجودها خارج العالم، يأتي مقترحه واضعاً نصب عينيه الدور الاجتماعي في صياغة الدين وتشكله في الديانة؛ فالمطلق (الله حسب العقل الديني في نظر ياسين) لا يمكن أن نعرفه إلا من خلال الاجتماع الإنساني؛ فالعقل الإنساني لا يملك القدرة على إدراك المطلق خارج الاجتماع الإنساني، والدين ملزم بالتجلي في الاجتماع الإنساني من خلال التصور الإنساني المستقبل له، وإلا كان متحدثا في الفراغ غير ذي وجود واقعي.

ويقيم ياسين مشروعه النقدي للواقع والعقل الإسلاميين على إبراز الفاعلية السياسية في بناء العقل الإسلامي المعاصر وتصوراته، وقدرة السلطة السياسية على بلورة نظرياتها ورغباتها كتعاليم وأوامر دينية، ومن ثم تأبيد رغباتها وآلياتها، وهذا ما يجعلها تمثل الصورة الأكمل والأنقى من النظم الاجتماعية والسياسية في الذهن الإسلامي. حسب ياسين، يعد صمت النص القرآني عن السلطة وكيفية توليها ونمط إدارة الجموع نصّاً صريحاً بتولي العقل الإنساني هذه الشؤون؛ وذلك من خلال عمله بقاعدة أصل الأشياء الإباحة إلا ما حرم، فإذا كان أصل الأشياء الإباحة إلا ما حرم، فإن عدم النص على شيء بالتحريم يتضمن إجازته أو توكيله للعقل الإنساني. وتوجه للدور الذي لعبته السلطة السياسية في تأويل النص القرآني، وإنتاج قاعدة عريضة من الأحاديث النبوية، كما يبرز الدور الاجتماعي في النص القرآني، ويقدم نمطاً مغايراً لقراءة النص القرآني يبرز الدور الاجتماعي في النص القرآني، بوصفه جاء مخاطباً للعقل العربي بشكل آني.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا