استراتيجية محمد أركون التأويلية (الأنسنة)

فئة :  أبحاث محكمة

استراتيجية محمد أركون التأويلية (الأنسنة)

استراتيجية محمد أركون التأويلية (الأنسنة)

يعلن محمد أركون هدف مشروعه بوضوح تحت عنوان الإسلاميات التطبيقية في مقابل الإسلاميات الكلاسيكية، ويهدف من خلال هذا المشروع إلى إظهار البعد الإنساني في تحديد نمط التدين المعاصر، عبر تحديد السيادة العليا في الإسلام من قِبل الشافعي، والتدخل السياسي في بناء الرؤى الفقهية وتأبيدها، وكانت غايته من وراء هذا زحزحة هذه الاجتهادات من موضع الدين في ذاته أو الهبات الإلهية المخصوصة التي تحمل طابع تقديسي تأبيدي إلى إطار الاجتهادات الإنسانية، أو حسب التعبيرات الأركونية من المستحيل التفكير فيه إلى الممكن التفكير فيه. وبدأ مشروعه بدراسة عصر الأنوار ومميزاته وحاجة المجتمعات العربية إلى عصر الأنوار والخروج من السياقات الدوغمائية المغلقة، وكانت أولى خطواته نحو الخروج من هذه السياجات نقد العقل الإسلامي بشكلٍ تطبيقي لا يحصر النقد على مستويات النصوص المنجزة فقط، ويتجاوز هذا إلى النقد الأنثروبولوجي.

وينتقل أركون في مشروعه إلى الوحي ويقدم مفهومه عن الوحي الذي يعده نسخة أرضية، ليتمكن من خلال هذا الطرح إلى أنسنة المنتج المعرفي حول الوحي وإظهار البعد الإنساني في الوحي وخضوعه للفهم الإنساني، الذي يعطيه سمة تأبيدية، حيث يكون الوحي نسخة أرضية من كلام الله وليس كلام الله في ذاته؛ لأن كلام الله في ذاته غير قابل للحصر أو التأطير، وعليه يعد الوحي الصورة المفهومة للإنسان من كلام الله وخاضعة لأدوات فهمه واستيعابه وغير مجاوزة لها، ومن ثم لا تعبر قراءة ما في زمان ما عن مضمون الوحي ويصبح متجدد القراءة بتجدد الأدوات، كما أنها تنفي وجود أي قراءة مطابقة للمراد الإلهي لأنها في هذا الحين تعلن انها تملك عقلاً وضميراً إلهيين، ومن ثم تنتفي القراءة الواحدة الصحيحة المؤبدة وتصبح قراءة إنسانية محكومة بالانحيازات الإنسانية، لتفتح بذلك باباً للخلاف والتنوع والمرونة الاجتماعية التي ترفض العنف وتفهم الآخر المختلف، وتسعى نحو سد احتياجاتها وتطمح في الأفضل.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا