استراتيجية نصر حامد أبو زيد التأويلية (من النص إلى الخطاب)

فئة :  أبحاث محكمة

استراتيجية نصر حامد أبو زيد التأويلية (من النص إلى الخطاب)

استراتيجية نصر حامد أبو زيد التأويلية (من النص إلى الخطاب)

يعترف نصر أبو زيد بأنه باحث وليس مفكراً صاحب مشروع فكري، وهو كذلك بالفعل؛ فلا يمكننا البحث عن مشروع فكري مكتمل في أعمال نصر، ولكننا نجد اجتهادات وأبحاث تنتقل من أفكار لأخرى، تبدأ بنقد الخطاب الديني والبحث عن مفهوم علمي للنص يعمل على الحد من العنصر الذاتي داخل العملية التأويلية واتسامها بالموضوعية. وينتقل بعد ذلك لينتقد أطروحته حول مفهوم النص، وينتهي إلى أن التعامل مع القرآن كنص يفضي في النهاية إلى تأويلية أيديولوجية، ومن ثم يطرح مفهوم الخطاب كتعريف آخر للقرآن، بل خطابات موجهة لمجموعة من البشر تحمل غايات أخلاقية مفارقة. ومن ثم تعد الثقافة المعنية بهذا الخطاب، وأعرافها ومفرداتها اللغوية وما يتعلق بها من مفاهيم ضمن بنية الخطاب، ولا يمكن إهدارها. وبهذا تمثل السياقات التي قدمت من خلالها هذه الخطابات ركناً جوهريًّا في عملية فهم القرآن وإنتاج الأحكام التشريعية منه.

وأبو زيد بمحاولته هذه، كان يهدف إلى واقع إسلامي أفضل مما هو قائم، ولإيمانه بأن الحضارة والفكر الإسلاميين يتمحوران حول النص، فإن طرح رؤية جديدة للقرآن ونمط تأويلي مختلف سيفضيان إلى واقع جديد ومختلف، ولعل هذا ما جعل مشروع نصر البحثي يمر بمراحل تنقض اللاحقة السابقة أحياناً، وهدفت هذه المراحل إلى تقديم رؤية حول القرآن والتعامل معه، وقراءته داخل السياق العربي/ الإسلامي، وركز خلالها أبو زيد على إبراز الدور الاجتماعي والتاريخي في النص، ثم انتقل إلى التعامل معه كخطاب وعرض مفهومه للخطاب عبر مفهوم محمد أركون للخطاب، حيث وعى إلى أن المشكل الرئيس في التعامل مع القرآن كنص ثابت ذات بنية متكاملة فيما بينها، ومطالبته بالحضور الواقعي في الوقت عينه، ومن ثم انتقل إلى مرحلة الخطاب لا النص.

للاطلاع على تفاصيل البحث كــامــلا