الأبعاد التّأويليّة والرّمزيّة في نصوص الإسراء والمعراج
فئة : أبحاث عامة
ملخّص:
يندرج هذا البحث ضمن مشاغل تأويل قضايا النّصّ الدّينيّ والمدوّنات والرّوايات المتعلّقة به، الّتي أسهمت في إنتاجها أقلامٌ وأفهامٌ شتَّى؛ حيثُ لا يُمكن فهم المعتقدات والمفاهيم الدّينيّة، خارج دائرة تمثّلاتها الاجتماعيّة في حياة الإنسان، أو خارج الوعي البشريّ، ووقع اختيار نصوص الإسراء والمعراج، باعتبارها جدلًا دينيًّا وفكريًّا وأدبيًّا، مَثَّلَ حقلًا دلاليًّا مهمًّا من حقول الحوارات والمناظرات الّتي شغلت الفكر العربيّ الإسلاميّ قديمًا وحديثًا، وقد فُرِّق بين مصطلحَي الإسراء والمعراج، ونُظر إليهما كحَدَثين مفصولين في حقل الاهتمام الدّينيّ وقضايا الوحي؛ حيث لم يرد مصطلح المعراج في القرآن؛ إنّما تأسّست نصوصه ومشاغله عبر متخيّل إسلاميّ، ينتمي إلى زمن متأخّر، يعود إلى ما بعد القرن الثّاني الهجريّ.
أمّا الإشكاليّة الّتي قام عليها البحث؛ فهي مدى إسهامِ الرّوَاةِ المسلمين من مؤرّخين ومحدّثين، في إضافة محتويات دينيّة جديدة، لا علاقة لها بالنّصوص المؤسّسة، وبناء عقائد وتصوّرات تقوم على الخيال، والاستلهام من روافد الفكر اللّاهوتيّ: التّوراتيّ والمسيحيّ، والمؤثّرات الإغريقيّة، مثل: فكرة البراق، وتحويلها- عبر الشّروح والتّأويلات- إلى ركائز دينيّة عقائديّة، تُجيب عن بعض مشاغل الصّراع السّياسيّ والمذهبيّ والعقائديّ، أو تنحاز إلى المقاربات الرّمزيّة الصّوفيّة، باعتبارها ملاذًا وخلاصًا مستقبليًّا.
وقع الاعتماد على منهج عرض الرّوايات والمقارنة بينها، لبيان وجوه التّناقض وعدم خضوعها للتّسلسل المنطقيّ والتّاريخيّ؛ لأنّها- في الأصل- أدب يستمدّ من مناهل الخيال والرّموز، لتفسير قضايا الوحي والنّبوّة، وتأويل مفاهيم الغيب الخفيّة، واهتمّ البحث باستعراض أهمّ الشّروح والتّأويلات الّتي وردت في كتب التّفسير، وشروح الحديث اللّاحقة، وتلمّس مدى إسهامها في إكمال حلقات من الأدب المدهش والعجائبيّ، المتعلّق- بالخصوص- برحلة المعراج، ووصف السّماوات، وأثرها في مخيّلة المسلمين إلى اليوم، خاصّة، في دعم الاتّجاهات الفلسفيّة والإشراقات الصّوفيّة، كما رُكّز على المصطلحات والرّموز المتعلّقة برحلة المعراج والاشتغال عليها، مثل: تأويليّة المكان والزّمان، والبراق، والفطرة، والخمرة، والعسل، واللّبن، والكيف، والمرئيّ، واللّامرئيّ، والرّؤية العينيّة والمناميّة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا