الإسلام بين المسار الشمولي والمسار التعدّدي
فئة : أبحاث محكمة
الملخّص:
نعتقد أنَّ الإسلام قد شهد طوال تاريخه مسارين اثنين يضادّ الواحد منهما الآخر. أمّا المسار الأوّل، فهو مسار شموليّ تقوده إرادة الهيمنة، ويرتكز بالأساس على اعتقاد مفاده أنَّ الحقيقة الدينيّة لا تُطلب من غير أهلها وهم العلماء أو الأئمة المعصومون أو الأولياء العارفون. والمسار الثاني مسار تعدّدي تقوده إرادة المعرفة ويرتكز في المقابل على اعتقاد ثانٍ مفاده أن لا رهبنة في الإسلام بما في ذلك من نفي للوسائط بين الله والإنسان. وتتلخّص الإشكاليّة التي نحاول معالجتها والبحث لها عن تفسيرات ممكنة في هذا التجاور بين اعتقادين اثنين يضادّ الواحد منهما الآخر؛ وما ترتّب عليه من تضادّ أعمق بين قول بوجوب العودة إلى الراسخين في العلم لتحصيل الحقيقة الدينيّة الكامنة في نصّ القرآن وسنّة النبيّ من جهة، وغياب كامل لمرجعيّة دينيّة عليا لها القول الفصل في الدّين من جهة أخرى.
أسئلة تلزم كلّ من رام الإجابة عنها بالعودة إلى النصوص التأسيسيّة، وإلى ما نشأ عنها من اعتقادات وممارسات دينيّة على امتداد التاريخ الإسلامي. وأقصى ما يمكن أن نقدّمه في هذا البحث هو أن نعيّن مواطن التضادّ بين الاعتقادين المشار إليهما، وأن نتتبّع ما كان بينهما من تفاعل في أبرز اللحظات المعرفيّة والتاريخيّة التي عرفها الإسلام. وقد ارتأينا أن نبني محاولتنا هذه على ثلاث فقرات رئيسيّة؛ نوضّح في الأولى بعض المفاهيم الضروريّة لتمثّل الإشكاليّة المطروحة والتماس خطّة لمعالجتها، ونتناول في الفقرتين الثانية والثالثة على التوالي بعض النصوص والممارسات الدينيّة التي جعلت الإسلام ديناً يتردّد بين إرادتين اثنتين: إرادة الهيمنة وإرادة المعرفة. ومن الطبيعيّ أن نعقّب على هذه الفقرات الثلاث بخاتمة تأليفيّة تكون في الوقت نفسه ترسيخاً لجملة النتائج المعرفيّة والمنهجيّة المترتّبة عن نظرنا في المصادر المشار إليها وإعادة طرح لمشكلة الإسلام بين إرادة الهيمنة وإرادة المعرفة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا