الإسلام في الغرب
فئة : ملفات بحثية
يمثّل هذا الملفُّ البحثيُّ محاولة في تفكيك صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، في أفق مزيد من الوعي بحقيقة الذات.
بين بحوث بدر الدين هوشاتي، ولبنى بو شوارب، وصابر بقور، ومصطفى بن تمسّك ننتقل من شرح لأصول هذه الصورة الرَّاهنة عن المسلمين في الغرب إلى منابتها الأولى في اللّقاء الأوَّل بين الإسلام والمسيحيَّة، في مقال بدر الدين هوشاتي الذي يعود إلى جذورها في لحظة ظهور الإسلام بديلاً عن المسيحيَّة في التبشير بخلاص جديد، ليكشف عن المعطى الديني التاريخيّ القديم لهذه الصورة الرَّاهنة، وأمَّا لبنى بو شوارب فتكشف عن معطاها المصلحيّ الرَّاهن، وتستعين في ذلك بالجابري وإدوارد سعيد، لتبيّن أنَّ ما يحكمها هو المصلحة الغربيَّة.
ومن جهته يقدّم المتألّق مصطفى بن تمسّك قراءة جيوسياسيَّة لظاهرة الإسلاموفوبيا، ويركّز خاصَّة على التحويل من قبل بعض الأحزاب اليمينيَّة المحافظة للتناقض الكوني بين غرب إمبرياليّ وشرق مسلم تائق إلى التحرُّر، إلى حرب بين العولمة والحركات الدينيَّة المتطرّفة، لا سيَّما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
أمَّا الباحث المجتهد صابر بقور فيتعرَّض من زاوية نظر تخصُّصه الدراسيّ في الإعلام إلى أحد الوسائط الموظّفة في عمليَّة تحوير صورة الإسلام عبر الوسيط الإعلامي الذي تمثّله السينما. فمن هذه الزاوية يتناول دور السينما الأمريكيَّة في صناعة صورة إرهاب إسلاميّ، ويحتجُّ عليها من خلال تحليل فيلم من السينما الهنديَّة التي تمثّل القوَّة السينمائيَّة العالميَّة المعترضة على هذه الصورة.
ومن واجهة مقابلة يتعرَّض حمَّادي ذويب والتجاني بولعوالي إلى الوجه الآخر للإسلام في الغرب، هو الوجه الذي كشفه الغرب الناقد لنفسه، عبر دراسته بوصفه منظومة حضاريَّة لها قيمتها في الحضارة الكونيَّة، من زاوية التثاقف والمغايرة.
ففي هذا السياق تعرَّض الأستاذ التجاني بولعوالي إلى القراءة المنصفة للإسلام والمدافعة عنه من قبل أحد أبرز الفلاسفة المعاصرين الناقدين للحضارة الغربيَّة هو الفيلسوف جاك دريدا. أمَّا الباحث المتخصّص على المستوى العربيّ في أصول الفقه حمَّادي ذويب فاهتمَّ بالمستشرق الألماني جوزاف شاخت، وكشف أهميَّة دراسته للفقه الإسلاميّ وأصوله من جهة تأكيده تاريخيَّته، وبيَّن حدود الإضافة التي تقدّمها في معرفة المسلمين بالمنظومة الدينيَّة التي تشكّلت حول النصّ القرآنيّ.
وتوقَّف الأستاذ عبد المنعم شيحة في قسم القراءات في كتب عند طرق صناعة صورة المسلم في الوعي الغربيّ منذ عصور الاستشراق الأولى إلى حدود ما يُعرف بعصر الإسلاموفوبيا. أمَّا الباحث المتميّز المعروف يحيى اليحياوي فقدَّم شهادة باحث يعيش في الغرب عن صورة المسلم فيه، وتوصياته بسبل تصحيحها.
وإضافة إلى الأبحاث السابقة، يجد القارئ في الترجمة المتميّزة لأستاذة الترجمة وعلوم المصطلح راضية عبيد، وفي الحوار القيّم الذي أنجزه الباحث يوسف هريمة مع أستاذ الفلسفة المصري ياسر قنصوّه، فضلاً من الإضاءة بهذا الموضوع الحارق.
إنَّ فضلهم جميعاً أن سعوا كلٌّ من زاوية نظره إلى تقديم أجزاء من صورة، يساعد تركيبها على تبيُّن بعض ملامح صورة الذات المسلمة من خلال عين الآخر الغربيّ. لمَّا كانت المرآة ضروريَّة في التعرّف على الذات، فالوعي بأنَّ مرآة الغرب لم تكن في جميع الأحوال ملساء أو محدودبة، قد يكون مفيداً في تصحيح الوعي بالذات، والاضطلاع بها بطريقة جديدة ما زلنا نتحسَّس سبيلها.
للاطلاع على الملف كاملا، يرجى الضغط هنا