الإسناد ومسالك الرواية في الخبر الديني: أخبار أسباب النزول أنموذجًا
فئة : أبحاث محكمة
الإسناد ومسالك الرواية في الخبر الديني:
أخبار أسباب النزول أنموذجًا
الجزء الأوّل: الإسناد بين الحضور والغياب
إنّ الرهان المعقود من هذا العمل هو التطرّق إلى أهمّ قضايا الإسناد ومسالك الرواية في الخبر الديني تعويلا على عيّنة منه تمثّلها أخبار أسباب النزول، وهي قضايا لها من التنوّع والأهمّية ما يستدعي منّا التوسّع في معالجتها عرضًا وتحليلاً وتقويمًا.ومن اهمّ الغايات التي نطلبها من دراسة أسانيد أخبار أسباب النزول تنحصر في التعرّف إلى طرائق المفسّرين والمحدّثين وعلماء القرآن في تعاملهـم مع أسانيد الأخبار من ناحية وتبيّن ما تعبّر عنه من دلالات وما تنهض به من وظائف من ناحية أخرى. وإذا ما تحقّق لنا ذلك أمكن تقويم منزلة الإسنــاد في أخبار أسباب النزول. وقد آثرنا مقاربة مسألة الإسناد من مستويين هما الحضور والغيــــاب. وحتّى نتدبّر خصائص الإسنــــاد في أخبار أسباب النزول رأينا معالجة موضوعيْن هما: الإسناد بين الوحدة والتعدّد من جهة وحلقات الإسناد بين الاتصال والانقطاع من جهة أخرى. وممّا تبيّن لنا في هذا الصدد أنّ تعدّد مصادر الرواية مردّه بالأساس إلى اختلاف الأطوار التاريخيّة التي انتمى إليها المفسّرون والمحدّثون من ناحية وتباين البيئات الثقافيّة التي انتسبوا إليها من ناحية أخرى. واستنتجنا أيضا أنّ اتّصال حلقات الإسناد لا يمثّل في نظرنا حُجَّة على الحقيقة التاريخيّة لأخبار أسباب النزول، إذ ليس من الصعب اختلاق إسناد متّصل الحلقات حسب المعايير التي ضبطها القدامى. والعلّة في إحجام المفسّرين عن الطعن في مثل هذه الأسانيد «الصحيحة» في نظرهم أنّهم قبلوا التلازم بين أخبار أسباب النزول وقسم من الأحاديث النبويّة معبّر عن تلك الأسباب. ولذلك تهيّبوا من نقد أسانيد الأخبار متّصلة الحلقات.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا