الاجتهاد المالكي بين سلطة النقل وحدود العقل
فئة : أبحاث محكمة
الاجتهاد المالكي بين سلطة النقل وحدود العقل
ملخّص الدراسة:
نعيش اليوم لحظة تاريخية حاسمة جدّاً وجب أن نوليها اهتمامنا، ونتحمّل من خلالها مسؤوليتنا التاريخية والحضارية والسياسية إزاء أنفسنا وتجاه شعوبنا وحضارتنا وتراثنا وواقعنا، إننا اليوم نكاد نسير في اتجاهين: اتجاه تقليدي، والآخر مقلّد مستورد، وكلا الاتجاهين في مأزق، لأنّ كلّ واحد منهما يتنازعه عالم ومرجعية وأيديولوجية وصورة نمطية يريد أن يحتذي بها؛ فالأوّل مشدود إلى عالم الماضي، وقوامه تراث ثقافي وديني وحضاري عريق، لكن أصابه التحجّر واليبس والتكلّس زمناً. أمّا الاتجاه الثاني، فهو مشدود إلى عالم الحاضر وما يحفّ به من تحوّلات وتحدّيات وثورات ومفاجآت وتناقضات تفرض علينا أن ننحت مصيرنا ونقهر قوى التسلّط والطغيان، ولا يمكن أن يكون ذلك كذلك إلاّ إذا كان إمامنا النقل والعقل معاً، خاصّة في ظلّ تنامي الحركات الإسلامية وتناسلها، من دعوية وسياسية وتكفيرية وإصلاحية معتدلة، وتكفيرية جهادية، وجهادية علمية، من سنّة وشيعة ونحوها من الفرق والأحزاب.
إنّ جميع تلك الاعتبارات الحضارية، والسياقات السياسية، والمرجعيات الدينية، وما يكتنف لحظتنا التاريخية من تحدّيات، هو ما يدعونا إلى دراسة موضوع يهتمّ بعلم من أعلام الحضارة العربية والإسلامية هو الإمام مالك بن أنس[1]، وعلاقته بعلم الكلام في ضوء جدلية النقل والعقل من خلال مدوّنته وآرائه و مقارباته الاجتهادية في سياق مذهبه.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن ذي الأصبح الأصبحي الحميري إمام دار الهجرة وأحد أعلام الإسلام، ولد بذي المروة من ضواحي المدينة سنة (93 هـ وقيل 97 هـ) في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي، ويتصل نسبه من جهة أبيه بذي أصبح أحد الملوك اليمنيين الحميريين، توفي في عهد الرشيد العباسي سنة (197 هـ) ودفن بالبقيع، ولعلّ هذه السيرة الموجزة تحيل إلى أنّ الإمام مالك قد عاصر انحدار الأمويين وتولّي العباسيين الحكم.