الانتشاريّة (Diffusionism)
فئة : مفاهيم
الانتشاريّة، أو نظريّة الانتقال الثقافي، نظريّة أنثروبولوجيّة ظهرت في ألمانيا نهاية القرن التاسع عشر بهدف استبدال قوانين التطوّر بقوانين الانتشار. إذ لاحظ أنصارها وجود سمات ثقافيّة متشابهة في مجتمعات مختلفة فسّروها باستعارة هذه السمات وانتشارها انطلاقا من عدد صغير من "المراكز الثقافيّة"، وذلك خلاف التفسير الذي قدّمه التطوّريّون والمتمثّل في القول بتولّد اختراعات متماثلة عن السمات السيكولوجيّة العامّة في أنحاء مختلفة من العالم.
أكّدت الانتشاريّة أهمّيّة عامل الانتشار في نموّ الثقافة البشريّة وأبانت عن أهمّيّة الاستعارة المستمرّة والمشتركة للسمات والخصائص الثقافيّة في حياة البشر وتاريخهم. من ذلك الدور الذي أبرزه الجغرافي فريدريش راتزل (1844-1904) لحركات الهجرة باعتبارها "سيرورات حضاريّة تسمح بنشر التقنيات" (دورتيه، 2011، ص 97). فضلا عن توسّع ليو فروبانيوس (1873-1938) في الحديث عن الدوائر الثقافيّة وهو ما سمح بصياغة فرضيّة التأثيرات المتوسّطيّة في الحضارات الأفريقيّة وتصنيفها ضمن ثقافات مختلفة.. وغير بعيد عن ذلك ما ذهب إليه عدد من الأنثروبولوجيّين الأنجليز أمثال إليوت سميث (1871-1937) ووليم ج. بيري (1887-1949) من تصوّر يقضي بكون الثقافات ظهرت دفعة واحدة في مصر ثمّ انتشرت في مختلف القارات.
وقد وجدت هذه النظريّة صدى في الولايات المتّحدة الأمريكيّة لدى كلّ من فرانز بواس وكلارك فيسلر وإدوار سابير.. ممّن استخدم الأطروحات الانتشاريّة مع أخذ مسافة منها.
انظر:
- بدوي، أحمد زكي. (1982). معجم مصطلحات العلوم الاجتماعيّة. (ط.2). بيروت: مكتبة لبنان. ص 109.
- دورتيه، ج.ف. (2011). معجم العلوم الإنسانيّة. (جورج كتورة، مترجم). (ط.2). أبو ظبي- الإمارات العربيّة المتّحدة، بيروت- لبنان: كلمة ومجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص ص 97-98.
- سيمور-سميث، شارلوت. (2009). موسوعة علم الإنسان. (مجموعة من أساتذة علم الاجتماع بإشراف محمد الجوهري، مترجم). (ط.2). القاهرة: المركز القومي للترجمة. ص 112.