البعد الفلسفي في الفكرة الدينية: ثنائية الحضور والغياب
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
1- في البدء كانت الكلمة، وكانت الكلمة فكرة دينية
2- الدين بين المعرفة والتحيز
3- نحو التأسيس لفلسفة قرآنيّة
ملخص الدراسة:
قبل أن نخوض غمار البحث، لا بُدّ من الوقوف عند مُسمّى "الفكرة الدينية "، فهذا التوصيف لا يقصد منه الحطّ من شأن الدين، أو إنزاله مراتب تنزع عنه صفة الحركية أو الفاعلية التاريخية. وإنما استعرناها من مالك بن نبي الذي أكد على أنّ الفكرة الدينية لها أهميتها في توجيه الحضارة، وذلك ببناء الإنسان، حتى يقوم بدوره في بناء الحضارة. وبالتالي كيف يتاح لهذه الفكرة ذاتها أن تمدّنا بتفسير عقلي لدور إحدى الديانات في توجيه التاريخ[1]؟.
كما استعرنا فكرة الحضور والغياب من الفيلسوف جاك ديريدا، ولو أنها سيقت في مقام آخر. لكنّ وجودها هنا للتعبير عن أنّ حضور الفكرة الدينية، في بعض الأنساق[2] الفلسفية والمشاريع الإصلاحية، له أهميته من ناحية تحريك دورة التاريخ أو الحضارة، خاصّة إذا كانت هذه الفكرة تحمل قيماً إيجابية.
بعد أن أوضحنا المقصود من العنوان، باعتباره عتبة للنص ومدخلاً أساساً في تشكيل رؤية أوليّة على مكونات الموضوع، نؤكد أنّ الدين استمرّ، وما يزال يكشف في كلّ لحظة من لحظات وجودنا دوره في تشكيل معالم الحياة، وتأطير الإنسان في نظرته إلى نفسه وإلى الآخر، أو المحيط الذي يتفاعل معه سلباً أو إيجاباً. فبالرغم من كلّ الفلسفات العدمية والعبثية التي طبعت مسار الإنسانية، وأسهمت في بلورة فكر فلسفي امتدّ بجذوره إلى حدود عالمنا المعاصر، ظلّ الدين حاضراً في عمق التفكير الإنساني، ينهل منه كلّ من يعُدُّ الدين أساساً ومحركاً لدورة الحضارة...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- ابن نبي، مالك، ترجمة عمر كامل مسقاوي، وعبد الصبور شاهين.(1986)، شروط النهضة، دمشق، دار الفكر، ص 62
وانظر أيضاً: الكفيشي، عامر، حركة التاريخ في القرآن الكريم، دار الهادي، بيروت، ط1، 2003، ص: 198
[2]- استعملنا هنا مفهوم النسق بالدلالة البنيوية مع فوكو؛ فهو الذي يعرفه بمجموعة من العلاقات تستمر وتتحول في استقلال عن الأشياء التي تربط فيما بينها، كما يعرفه أيضاً بأنه: فكر قاهر وقسري بدون ذات ومغفل الهوية، وهو موجود قبل أي وجود بشري وأي فكر بشري.
انظر: الدواي، عبد الرزاق، (1992)، موت الإنسان في الخطاب الفلسفي المعاصر: هيديجر، ليفي ستروس، فوكو، (ط1)، بيروت.دار الطليعة، ص 132