البيوإتيقا ورهانات الفلسفة القادمة
فئة : أبحاث محكمة
ملخص:
تُشكل البيوإتيقا منذ نشأتها في مطلع سبعينات القرن الماضي رهانًا لتجديد الخطاب الفلسفي المعاصر وهي أيضًا عامل حاسم ومحفز على استمرارية الفلسفة ومنحها روحًا جديدة لا سيما بعدما أن أعلنت أصوات كثيرة من داخلها ومن خارجها عن موتها، أي عن موت الفلسفة ضمن سلسلة النهايات التي بدأها نيتشه بموت الإله لتتوالى حلقات النهايات مع الإنسان والمؤلف والمرأة والتاريخ والعقل، وكل ما دُرس في ظل موجة النهاية وامتداداتها، التي أخذت شكل الموضة أكثر منها إعلانًا عن نتيجة تفكير ودرس معمق.
لقد أمكن للبيوإتيقا بما طرحته من قضايا متشعبة تمس بالأساس قدسية الحياة ككل، أن تعيد إلى واجهة البحث الدرس القيمي عمومًا والأخلاقي منه خصوصًا؛ وأن تجعل الإنسان المعاصر واعيًا بما يحدق به من مخاطر ناجمة عن التقدم العلمي والتقني في المجالين البيولوجي والطبي بشكل خاص بل دعته إلى الانخراط في تكريس وعيه بفعالية ونجاعة لأجل صون كرامته وهويته وبيئته من الانزلاقات والسلبيات، التي تفرزها التطبيقات التكنولوجية لعلوم، كانت إلى وقت قريب عامل ثقة للإنسان ووعد له بالرفاه لكنها لم تعد كذلك لما تبيّن أنّ التحكم المزعوم في الشفرة الوراثية وفي تقنيات الإنجاب الاصطناعي وفي الجهاز العصبي والذكاء الاصطناعي هي نفسها بحاجة إلى تحكم حتى يطمئن الإنسان على مصيره من أي انحراف أو استغلال في غير صالحه.
إنّ ما كشفت عنه الأحداث التي حملتها في الغالب وسائل الإعلام جعلت اليوم المجتمع الحديث أنّى كان موقعه يتطلع إلى مستقبل ينعم فيه بالسعادة من دون تشويه بمغريات العلم الغرور والاقتصاد الزائف والسياسات العرجاء، وهو تطلع تظل الفلسفة حارسة له من كل ضيم وانحراف واستغلال. لهذا كله ليست البيوإتيقا من زاوية فلسفية هي مجرد تفكير أكسيولوجي في المشكلات الناجمة عن التطور العلمي والتقني وحسب بل تتعدى ذلك إلى دائرة أوسع وأشمل تخص الحياة حيث وجدت وتمتد لتطال حقوق الإنسان ومنع أشكال التمييز العنصري والعبوديات الجديدة وتحرص في الحفاظ على التنوع البيئي والبيئة عامة. ومن هذا المنظور تشكل البيوإتيقا منفذًا هامًّا للمساءلة الفلسفية المتجددة وضمانًا لاستمرار الخطاب الفلسفي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا