التأسيس التعارفي للحـــــوار بين الأديان
فئة : أبحاث عامة
مدخل
1-حوار الأديان من الطرح التاريخي إلى الفهم التأسيسي
2-المصير وأسباب التوافق
3-المُؤَسسَات النظرية والعقدية للرؤية التعارفية
4- الضوابط الإنسانية للتعارف، والاعتراف المتبادل
لا يغيب عن فهمنا الشكل الصراعي الذي غلب على المختلفين عبر تاريخ الإنسانية الطويل، بزعم امتلاك الحقيقة المطلقة وانعدامها عند الأطراف المقابلة، وأن أفضل القيم المتاحة عند البشر جميعا، توجد ضمن الدين الخاص أو المذهب الذي تنتمي الجماعة إليه، والحق كل الحق في مضمار الطائفة والمذهب، ومن غير المعقول أن تؤمن جهة بوجود تمام الخير عندها، ثم تقر بأدنى تسامح مع المخالفين بالسماح – ولو نظريا- بتوافر نصيب من الحق عندهم، وأفضى الأمر تاريخيا إلى التشرذم إنسانيا وإلى الانكفاء على الأنا، والعمل بكل أساليب الفهم وطرائق التربية على دعم الهوة والتوسيع فيها، بحسبان أن النقاء والخلوص يتولدان من التميز والتفرد عن الأغيار، والمركزة العميقة والقوية في نطاق الأصول الخاصة. وأضحى منظار البشر إلى العالم وتقييمهم للآخرين وتجاربهم ينبثق من البؤرة الأساسية للولاء والمتمثلة في مجمل العناصر المشكلة للذات ولرؤيتها للعالم، وكل مقاييسها الحكمية ترجع إليها وبشكل متصلب، حيث تتجلى جديته وصدقيته بمقدار الاتصال والعودة الدائمة إليها. وانتهى الحال إلى دوائر مغلقة مسيجة للذات ومحيطة بها ومسورة بنمط من الفولاذية، يعجز الوعي المتجاوز على تخطيها إلا بمحاولات تتراكم مع تجارب تاريخية مترامية، لا تقف عند السنوات، بل تضرب بأوتادها في تمددات الذوات ومبدعاتها، وتحتاج إلى قرون متطاولة ليتم القضاء على تقاليد التشرنق والانكفاء، والإفضاء إلى أفق الانفتاح والاستيعاب المتبادل.
للإطلاع على البحث كاملا المرجو اضغط هنا