التأويل الفلسفي للتاريخ
فئة : أبحاث محكمة
ملخص الدراسة:
كنت وأنا أتابع الأحداث الأخيرة التي هزت المنطقة العربية فيما سمي "الربيع العربي"، وأقف على التحولات التاريخية التي تعرفها المنطقة، أتساءل مستشكلاً الوضع: أي مآل ستؤول إليه هذه الثورات العربية؟ وأي آفاق تنتظر زحف "الربيع" هذا؟ هل سينتعش ويثمر أم أن خريفاً ما سيأتي عليه فيكسد وينتكس؟
لقد كان هاجس المستقبل حاضراً بقوة مستفزاً للفكر. وهذه الأسئلة التي كانت تفرض نفسها علينا ونحن نتابع ذلك الحدث المدوي، هي نفسها التي طرحها الفلاسفة وهم يتأملون التاريخ تأملاً نظرياً؛ يتساءلون عن مساره وخطه الذي يسلكه، وتستفزهم آفاق المستقبل المضببة.ومن المفارقات والمصادفات أني في غمرة هذا الاستفزاز الفكري وقفت على كتاب صدر حديثاً عن دار الساقي للمفكر السوري "هاشم صالح" بعنوان: "الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ"[1]، وهو ما حفزني على تقديم قراءة في هذا المبحث الفلسفي المهم وتجلية أهم قضاياه.
ولا يمكن أن أغفل سبباً آخر حملني على الكتابة في هذا المبحث "المغمور"، يتعلق الأمر بنتيجة خلصت إليها بعد قراءات مختلفة في فكرنا العربي، وقد توصلت إلى قناعة مفادها أننا في أمس الحاجة لاكتساب حس تاريخي، وهذا غير ممكن إلا بتقديم قراءات جديدة في تاريخنا القومي، قراءة شمولية تستقي أدواتها من دروس الفكر التاريخي المعاصر، وسبيل ذلك الانفتاح على درس فلسفة التاريخ وعدم الاقتصار على اجترار التاريخ السياسي أو تاريخ الثورات وتشييد القصور... إلخ، لقد تحدث أحد المفكرين المغاربة عن إشكالية عويصة وسمت الفكر العربي بكل تلوناته، إنها غياب الوعي التاريخي والاستسلام لرؤى سلفية ماضوية، فكلٌّ يجعل من لحظة تاريخية معينة، قد تكون من تاريخنا نحن أو التاريخ الغربي، مرحلة طوباوبة مثالية، ويعمل جاهداً على إحيائها، وزلزلة هذه الرؤية رهينة بإبراز الخلل الذي يعتري هذه المقالات السلفوية؛ أي بفهم التاريخ فهماً تاريخانياً...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- قدمت قراءة نقدية لهذا الكتاب في مقال بعنون: "هل يمكن قراءة الواقع العربي على ضوء فلسفة التاريخ الهيجلية؟" نشر في جريدة "الأخبار" المغربية بتاريخ 30 يوليو 2013