التاريخ وما بعد الحداثة
فئة : ترجمات
التاريخ وما بعد الحداثة([1])
ملخص:
ما بعد الحداثة حركةٌ ثقافية، ظهرت في نهاية القرن العشرين في ميادين الهندسة والفنون الجميلة والأدب والفلسفة والعلوم الإنسانية. وتنطلق هذه الحركة من فرضية مفادها أن مشروع التحديث الذي بدأ مع عصر الأنوار قد بلغ نهايتَه، وأن "حداثةً" جديدة ومختلفة تفرض ضرورتها من أجل عالم أصبح شاملا ومتعددَ الإثنيات ومتجاوِزا للقومية الضيقة. عالـمٌ تهدده "الإبادة البيئية" الناجمة عن التصنيع. وعلى مستوى التاريخ، ترى هذه الحركة أنه بالإمكان تصوره تصورا جديدا لفهم طبيعة الواقع الاجتماعي الناشئ الذي لم يتحدَّد بعدُ. وأخيرا، يستلزم هذا المشروع لكي يتحقق تجديدا من حيث المخيال البنّاء، وليس إصلاحا أخلاقيا أو تحليلا علميا. ولا يجد تيارُ ما بعد الحداثة سوى أشياء قليلة تستحق الاعتبار في التقليد الغربي الذي لم يعد مؤهلا لقيادة النظام العالمي الجديد. ويتضمن هذا التشكيك حتى الطريقة التي تنجز بها الدراسات التاريخية على يد المؤرخين الجامعيين في أوروبا، ذلك أن المابعد حداثيين يهتمون بالماضي، لكن بنظرة تقلص من أثر معظم مبادئ الإسطوغرافية المتداولة، بل ترفضها أحيانا جملة وتفصيلا.
[1] H. White, «Postmodernisme et histoire», in Ch. Delacroix et autres collaborateurs, Historiographies: Concepts et débats, Paris, Gallimard, 2010, t. II, pp. 840-844