التحوّلات المحوريّة في منتصف الفترة الوسيطة ومحدّداتها اللّاهوتيّة والفكريّة
فئة : أبحاث محكمة
التحوّلات المحوريّة في منتصف الفترة الوسيطة ومحدّداتها اللّاهوتيّة والفكريّة([1])
ملخّص:
يهتمّ هذا الفصل ـتبعاً للتمشّي التاريخي المعتمد في الكتاب- بمواصلة ما بدأه الباحث في الفصل الأوّل من تتبّع لمراحل تشكّل العلاقة بين الدينيّ والسياسيّ في التاريخين الغربيّ المسيحيّ، والشرقيّ الإسلاميّ، عبر الوقوف عند محطّاتها الحاسمة، أو المحوريّة حسب تعبير المؤلّف. وإذا كان الفصل الأوّل من الكتاب قد تعلّق بحقبة الإسلام المبكّر في المجال الإسلاميّ، والحقبة الجمهوريّة الرّومانيّة في المجال المسيحيّ الغربيّ، فإنّ هذا الفصل الثاني يتوقّف عند حقبة العصور الوسطى في المجالين. ويجري البحث فيها من خلال مبحثين: أوّلهما يختصّ بالنظر في أسباب تحوّلات العلاقة بين الدين والسياسة، وهو مدار هذا الملخّص. أمّا المبحث الثاني، فهو مخصّص للتعريف بأهمّ النصوص النظريّة اللّاهوتيّة والفلسفيّة التي نظّرت لهذه التحوّلات أو عبّرت عنها أو لاحقتها.
ينقسم هذا المبحث الأوّل حسب البنية الثنائيّة المعتمدة منهجاً للتحليل بين المجال الغربيّ والمجال الإسلاميّ إلى مطلبين، لكلّ مجال مطلب، ينقسم بدوره إلى فقرتين.
فأمّا المطلب الأوّل، فهو يحلّل على نحو تصاعدي في التاريخ تشكّل العلاقة بين الدين والسياسة في المجال الغربيّ الوسيط بين القرن التاسع للميلاد والقرن الرابع عشر، تاريخ البوادر الأولى للتحوّل الدولتي الحديث. إنّ أهمّ ما سيكشفه تحليل الباحث في هذه الفترة هو هذا التدرّج الذي طبع العلاقة الصراعيّة بين الأباطرة والبابوات على السلطة، في شكل وضعيّة هيمنة متغيّرة المواقع بين هذا الطرف أو ذاك. وتماماً كما عبّرت عن حركة المدّ والجزر، لهذه القوّة أو تلك، أسماء ممثّلة لهيمنة الدين على السياسة، أبرزها من انتموا إلى السلالة الغريغوريّة (من البابا غريغوار الأوّل إلى البابا بونيفاس ق14م)، فإنّه من الجانب الإمبراطوريّ ظهرت أسماء أبرزها هنري الرّابع، وفريدريك الثاني، كما ظهر منظّرون ساندوا التحوّل التدريجيّ نحو علمنة السلطة، خصوصاً في الفترة الجمهوريّة من تاريخ الإمبراطوريّة في إيطاليا، من أبرزهم دانتي أليغيري ومارسليوس دي بادوي.
أمّا في المجال الإسلاميّ الوسيط، فيصف الباحث هذا التطوّر في العلاقة بين الدين والسياسة في محطّات تمثّلها فترة أولى هي الفترة الأمويّة فالعبّاسيّة باعتبارها فترة تحوّل إلى نموذج ملك سياسيّ أوتوقراطيّ وثيوقراطيّ، تحوّل فيها الدين إلى سند للشرعيّة السياسيّة المهيمنة على كلّ قطاعات الحياة بما في ذلك الدين. وهو تحوّل تواصل في اتجاه مزيد من التفريق بين السياسيّ والدينيّ، في فترة ثانية من التاريخ الإسلاميّ الوسيط، هي فترة سلطانيّة بدأت منذ القرن الحادي عشر للميلاد، مع المغول والأتراك والبويهيّين، وتميّزت بالفصل النهائي بين المؤسّسة الدينيّة والمؤسّسة السياسيّة، وصولاً إلى مرحلة الملك العقليّ الصرف.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- عنوان الفصل الثاني من القسم الأوّل من كتاب: عبد الرحيم العلّام، العلمانيّة والدولة المدنيّة (تواريخ الفكرة سياقاتها وتطبيقاتها)، المبحث الأوّل: في أسباب التحوّلات وتداعياتها المستقبليّة، ص-ص63-83، مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ط1، 2016.