التصوّف والعنف: من الحصار إلى الحوار
فئة : أبحاث محكمة
التصوّف والعنف: من الحصار إلى الحوار([1])
الملخّص:
أدّى الحصار الطويل الذي فُرض على الصوفيّة إلى إبداع آليّات في المقاومة والصمود، لم تتأسّس على مواجهة العنف بالعنف، ولم تفتح جبهات للقتال، وإنّما فتح الصوفيّة قلوبهم للآخر المُعاند والعَنيف والمُعنِّف أحياناً، فكان إخفاء عوارفهم المعرفيّة وإشراقاتهم النورانيّة في البدء لدرء سوء التأويل مع ما يتبعه من تعنيف وأذى، ثمّ في مرحلة ثانية زاوجوا بين الكتم والبوح في تأليف عجيب بين المتناقضات، وانتهاءً ـفي مرحلة ثالثة- بمقامات التفهيم والتبليغ والحوار في سياق دعوة الآخر البعيد وربّما المُسيء أو المُعنِّف، لولوج التجربة الصوفيّة، وبذلك ظلّ الصُّوفي حيّاً يقظاً، فاعلاً في مجتمعه وبيئته، متفاهماً مع الغير مَهْمَا أساء إليه.
ومن أبرز الآليّات التي ساعدت الصوفيّة على كسر الحصار وتحويله إلى حوار يؤدي إلى الجوار وإلى التآلف والقبول، "التعبير بالإشارة والرمز" واعتبار المعاني "الصوفيّة" غير مطروحة في الطريق، وإنّما هي بضاعة غالية وكنز ثمين ومادّة شريفة، ولذلك كان البوح ببعض المعاني الصوفيّة بوابة لمشاكل في التأويل أدّت إلى خصومات سياسيّة منتجة للعنف، نقَلَت التصوّف من حيّز النفوس إلى أيدي اللصوص، حيث حصار الحق الذي احتاج في كسر هذا الحصار إلى بذل المجهود عبر التفاهم بالعلم والحكمة وضبط النفس، لينتقل الخطاب الصوفي اليوم في أزمنة الإقبال على دراسته من الحصار إلى الحوار، وهكذا أبدع الصوفيّة آليّات لمواجهة العنف المادي والرمزي المسلّط عليهم، فانتصروا على المحاكمات وكسروا حواجز المنع والحصار، ليحقق الخطاب ذلك الانتشار في مجالات وطبقات وفئات مُعتَبَرة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- نشر هذا البحث ضمن كتاب "التصوف والعنف"، تنسيق صابر سويسي.