التعدّديّة الدينيّة (Religious Pluralism)
فئة : مفاهيم
تعني التعدّديّة الدينيّة في معنى من معانيها تعايش المعتقدات الدينيّة المختلفة مع احتفاظ كلّ منها بخصائصه ومميّزاته. وهي أيضا عبارة عن رؤية لأديان العالم على أنّها استجابة فرديّة متنوّعة للحقيقة الإلهيّة الواحدة فضلا عن كونها (أي الأديان) تعبيرا متعدّدا عن تجارب متنوّعة وفق تنوّع ثقافات العالم، بعيدا عن معايير المفاضلة والإقصاء، "ففي كلّ دين هنالك قدّيسون وخطأة، وضمن أتباع كلّ دين هنالك مزيج من الخير والشر، كما أنّ الفضيلة والخطيئة تنتشر بنحو متساو بين الناس بغض النظر عن كونهم مسيحيّين أو يهود أو مسلمين أو هندوس.." (قانصو، 2007، ص50). وتعدّ التعدّديّة الدينيّة مسألة بديهيّة ملازمة لتعدّد المجتمعات باعتبار الدين مكوّنا أساسيّا من المكوّنات التاريخيّة للمجتمع، بل هي ظاهرة ملازمة للطبيعة الإنسانيّة ذاتها، يقول جون هيك: "الأديان العظمى في العالم، هي استجابات مختلفة لذات الحقيقة المتعالية المحتجبة بذاتها عن أيّ إدراك بشري، إلاّ أنّها مع ذلك حاضرة في وجودنا عبر نظم دينيّة متعدّدة، تتضمّن كلّ منها نصوصا مقدّسة، وتجارب روحيّة، ونظم معتقدات، وذاكرة دينيّة جمعيّة، وتعابير ثقافيّة، وقوانين وعادات وأشكال فنّيّة، تشكّل بمجموعها كيانات دينيّة تاريخيّة ذات طبيعة معقّدة وشاملة، وتعبّر عن استجابات بشريّة متنوّعة للحقيقة الإلهيّة القصوى".( قانصو، 2007، ص12) ومن ثمّ تكون التعدّديّة الدينيّة أصلا في غير حاجة للتبرير والبرهنة خلاف الدعوة إلى توحيد المعتقد والممارسة والمرجعيّة الدينيّة لمختلف الشعوب. يقول ترولش: "الأديان الكبرى هي تعبير عن وعي ديني يتبع أنماطا ثقافيّة خاصّة، والحضارات المتعدّدة تتطلّب وحيا متعدّدا لها، بحيث يكون لكلّ دين برهانه الخاص بحسب الخصائص الحضاريّة التي يتواجد فيها" (قانصو، 2007، ص14).
انظر:
- قانصو، وجيه. (2007). التعدّديّة الدينيّة في فلسفة جون هيك، المرتكزات المعرفيّة واللاهوتيّة. (ط1). المغرب: المركز الثقافي العربي.