التوظيف الأيديولوجي للدين


فئة :  أبحاث محكمة

التوظيف الأيديولوجي للدين

التوظيف الأيديولوجي للدين[1]

حسب الرؤية التاريخية، فإن السياسة قد اعتادت اللعب بكل الأدوات المتاحة، خاصة الأدوات التي تمكنها من السيطرة، وتثبيت أركانها السلطوية، ولا توجد أداة مكنتها من ذلك أفضل من الدين. لهذا صاغت السياسة عادة نمطاً دينياً يؤبد رؤيتها ويضفي شرعية إلهية عليها، فكثيراً ما قُدمت الرغبات السياسية في قوالب ومفردات دينية، وكذا أيضاً تشكلت المفاهيم الدينية وفقاً للإرادة السياسية. وفي حال الدين الإسلامي، فلا يمكن أن نلغي الدور السياسي في نشأة الفرق الإسلامية، كما لا يمكن أن نتجاوز التشريع الديني للسلطة، والأحاديث النبوية التي ظهرت في كل حقبة تثبت الحكم الإلهي للسلطة القائمة، وتأويل النص القرآني لكل فرقة حسب توجهها، وخلط ما هو ميتافزيقي بما هو سياسي، حتى أضحى الدين يمثل أحد الأدوات التي تستهلكها السلطة السياسية.

ويحاول هذا الفصل تقديم معالجة لعمليات التوظيف الأيديولوجي التي خضع لها الدين الإسلامي، في مراحله التاريخية، وحضور المصحف كسلاح سياسي وعسكري كذلك في ساحات النزاع السياسية والعسكرية، وسطو السلطات السياسية المتتالي على القرآن والحديث النبوي، عبر تأويل القرآن والإضافة والحذف من الأحاديث النبوية. وما آل إليه من ثبات للرؤى محددة للسلطة السياسية عن الدين بوصفها الدين في ذاته، عبر الصياغات الفقهية لهذه الرغبات، وتقليص مساحة الرأي مقابل اتساع مساحة النص (القرآني، والحديث النبوي، والفقهي) لتفضي في نهاية الأمر إلى أن يكون الدين عاجزاً عن التطور والمرونة الكافية لتلبية احتياجات الإنسان المعاصرة، ومن ثم يصبح أحد الأدوات الاستهلاكية في يد الخطاب المعاصر.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - مقتطف من كتاب استراتيجيات التأويل، دار مؤمنون بلاحدود للنشر والتوزيع