الثورة العلمية وفوضوية العلم
فئة : أبحاث عامة
الثورة العلمية وفوضوية العلم
ملخّص:
يعتبر توماس كوهن أن التقدم العلمي يقوم على البراديغمات، حيث يتكون البراديغم من القوانين والفرضيات التي توجه العمل العلمي، وأن تقدم العلم يتم عن طريق "الثورة العلميّة"؛ بمعنى أن العلوم تتقدم بالثورات من خلال ما قبل العلم والعلم السوي والأزمة والثورة والعلم السوي الجديد ثم الأزمة الجديدة؛ فحين ينجح البراديغم الجديد في تقديم حلول لمجموعة من الإشكالات تحدث الثورة، ليتم تعويض البراديغم القديم ببراديغم جديد تكون له قدرة تفسيرية أكثر من سابقه.
إن العلم لا يعدو أن يكون نشاطاً فكرياً وذهنياً يهدف إلى حل المشاكل الطبيعية، ويمكن تعريف التقدم في العلم بكونه القدرة على حل المشاكل، حيث إنه كلما تراكمت الحلول وتزايدت القدرة على حل المشاكل، كلما زاد التقدم العلمي وتسارع، فليست ثمة حلول مطلقة، لأن الحلول التي تمت صياغتها في فترة زمنية محددة لن تكون بالضرورة صامدة وصالحة لكل زمان، الأمر الذي يفسر ظهور الثورات العلمية؛ فالتقدم في العلم لا يقاس بمدى التراكم في الحلول المقبولة، وإنّما بالخطوات أو الثورات على المفاهيم والأبنية العقلية القديمة.
ومادامت العلوم تعرف تطورا وتقدما مضطردا، فإن الإبستمولوجيين ومؤرخي العلوم بشكل عام، من خلال رصد طرق هذا التقدم والتطور والكيفية التي يتم بها سواء على المستوى العملي - التقني في ارتباطه بالمحددات السوسيوثقافية؛ ذلك أن غاستون باشلار في حديثه عن تاريخ العلوم يحاول إبراز القيم الحقيقية للفكر العلمي المعاصر من خلال وقوفه على القيم المعرفية التي ساهمت في تجاوز التصورات المطلقة في الفلسفة العقلانية الكلاسيكية؛ ذلك أن العقل اعتبر منذ ديكارت وكانط عبارة عن مجموعة من المقولات التي تؤسس العقل والتجربة، أصبح قابلا للتطور بفعل التحولات التي طرأت على العلم بالاستناد على فكرة تقدم العلم والفكر على حد سواء، حيث إن الإيمان بالفكر المطلق والمقولات العقلية الثابتة يمكن أن تستنبط خارج الزمن، أصبح مجرد فكرة متجاوزة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا