الحارث المحاسبي
فئة : أعلام
هو الحارث بن أسد بن عبد الله التميمي، يُكنّى أبا عبد الله، ويُلقّب بالمحاسبي لأنه كان شديد المحاسبة لنفسه. وُلد على الأرجح في حدود سنة 170 هـ في مدينة البصرة ونشأ فيها، ثمّ انتقل إلى بغداد وفيها توفّي سنة 243 هـ/857م. اشتهر بميله إلى الزهد وعُدّ من أوائل شيوخ التصوّف، وأشاد كثيرون بسيرته وعلمه وأخلاقه وعلوّ كعبه في الكلام والقياس والأصول. ومنهم أحمد بن حنبل الذي يروى عنه أنّه طلب من إسماعيل بن إسحاق السرّاج أن يستقدم الحارث المحاسبي إلى منزله (أي منزل إسماعيل) فيسمع كلامه وشهد له أنّه لم ير أحدا يتكلّم في الزهد مثله، غير أنّه نصح بعدم الاجتماع به (الذهبي، 1995، ج2، ص 165). وقد علّل البيهقي هذا الموقف الصادر عن ابن حنبل بأنّ الحارث المحاسبي "وإن كان زاهدا لكنّه كان عنده شيء من علم الكلام، وكان أحمد يكره ذلك"(ابن كثير، 2010، ج11، ص 167). ويبدو أنّ صلة المحاسبي بعلم الكلام مردّها ردّه على المعتزلة والرافضة.
من شيوخ الحارث المحاسبي: الحسين بن هارون الفقيه، ويزيد بن هارون. ومن أبرز تلاميذه الجُنيد بن محمّد، وابن مسروق، وأحمد بن عبد الله بن ميمون، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خيران الفقيه.. ويذكر السّلمي في طبقاته أنّه كان أستاذ أكثر البغداديّين (السلمي، 1998، ص 21).
ترك المحاسبي كتابات عديدة، منها: "الرعاية لحقوق الله"، وهو من أشهر كتبه "الزهد" و"أصول الديانات" و"الرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما" و"الدماء" و"البعث والنشور" و"الفكر والاعتبار" و"شرح المعرفة" و"التوّهم" و"الوصايا" أو "النصائح".
انظر:
-ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل. (2010). البداية والنهاية. (مجموعة من العلماء، تحقيق). (ط.2). دمشق-سوريا، بيروت-لبنان: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع.
-الذهبي، شمس الدين محمّد. (1995). ميزان الاعتدال في نقد الرجال. (ط.1). بيروت-لبنان: دار الكتب العلميّة.
-السلمي، أبو عبد الرحمن. (1998). الطبقات الصوفيّة. (أحمد الشرباصي، محقّق). (ط.2). القاهرة: مؤسّسة دار الشعب.