الحافظ أبو بكر البيهقي
فئة : أعلام
هو أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى الحافظ أبو بكر البيهقي النيسابوري الخُسْرَوْجِرْدِي، نسبة إلى خُسْرَوْجِرْد، وهي قرية من ناحية بيهق.
ولد في شهر شعبان من سنة 384 هـ/994م، وطلب العلم صغيرا. من أساتذته أبو الحسن محمّد بن الحسين العَلَوي، وأبو طاهر الزيادي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر بن فورك. وقد كانت رحلته إلى الحجّ فرصة لمزيد التعمّق في الفقه وأصوله، إذ توقّف ببغداد، وسمع من هلال الحفّار وأبي الحسين بن بشران وغيرهما، مثلما سمع عن كثيرين بمكّة، مثل أبي عبد الله بن نظيف... وقد أفاد كثيرا من علماء عصره في الحديث وعلومه، واشتغل بالفقه على المذهب الشافعي، فأضحى من كبار أنصاره في زمنه، إضافة إلى معرفته بأصول الفقه وعلم الكلام.
أقام في بيهق، واشتغل بالتصنيف، فـ"بلغت تصانيفه ألف جزء، ولم يتهيّأ لأحد مثلها" (السبكي، 1964، ج4، ص 9). وقد استُدعي إلى نيسابور ليُقرأ عليه كتابه "المعرفة"، فحضر بها سنة 441 هـ، وأثنى عليه علماؤها. ولم تكن تلك المرّة الوحيدة التي توجّه فيها إلى نيسابور لإسماع كتبه، بل زارها عديد المرّات، وفيها كان مرضه ووفاته.
ومن مصنّفاته نذكر: "السنن الكبير" في علم الحديث، "معرفة السنن والآثار"، "المبسوط" في نصوص الشافعي، "الأسماء والصفات"، "الاعتقاد"، "دلائل النبوّة"، "شعب الإيمان"، "مناقب الشافعي"، "أحكام القرآن للشافعي"، "الدعوات الكبير"، "الخلافيّات"، وهو كتاب يقول فيه السبكي: "لم يُسبق إلى نوعه، ولم يُصنَّف مثله، وهو طريقة مستقلّة حَديثيّة، لا يقدر عليها إلاّ مُبرِّز في الفقه والحديث، قيّم بالنصوص" (السبكي، 1964، ج4، ص 9).
توفّي البيهقي بنيسابور في العاشر من جمادى الأولى سنة 458 هـ/1066م.
انظر:
-السبكي، تاج الدين. (1964). طبقات الشافعيّة الكبرى. (محمود محمّد الطناحي، وعبد الفتّاح الحلو، محقّق). مصر: دار إحياء الكتب العربيّة.