الحب بين لوك فيري وإيفا إيلوز

فئة :  أبحاث محكمة

الحب بين لوك فيري وإيفا إيلوز

الحب بين لوك فيري وإيفا إيلوز

ملخص

تُعَد إشكالية الخلاص محورًا رئيسا في الفلسفة، حيث تسعى لإيجاد معنى وهدف للحياة في سياق يفتقر إلى الأسس الدينية التقليدية. تاريخ الفلسفة شهد تطورات متعددة في تفسير هذه الإشكالية، بدءًا من مفهوم الكُسموس في الفلسفة اليونانية القديمة، مرورًا بفكرة الإله في الديانات التوحيدية، وصولًا إلى تأكيد الذات العقلانية في عصر التنوير. في العصر المعاصر، يُعدّ الحب بمثابة حل محتمل لإشكالية الخلاص؛ إذ يُقدَّم كنوع من الروحانية العلمانية التي تمنح الحياة معنى من خلال العلاقات الإنسانية بدلًا من الأسس الدينية.

على الرغم من إمكانيات الحب في توفير إجابة عن إشكالية الخلاص، فإن هذا الحب المخلص قد يُسبب المعاناة والألم، حيث يمكن أن تؤدي العلاقات العاطفية إلى الإحباط والصراعات. كذلك، قد لا تكون القيم الروحية التي يوفرها الحب كافية لمواجهة جميع الأزمات الوجودية. لهذا، لا يمكن تجاهل تأثير التحولات الاجتماعية على العلاقات العاطفية في العصر الحديث. وكذا تأثير التغيرات الاقتصادية والثقافية على مفهوم الحب واستقراره العاطفي، مما يؤدي إلى ظهور نماذج جديدة للعلاقات في سياق علماني.

يعدّ الحُب عند لوك فيري حلًا لإشكالية الخلاص التي عرفتها الفلسفة منذ البداية، بل إن تاريخ الفلسفة ما هو إلا إجابة عن إشكالية الخلاص. صحيح أن الإجابات اختلفت عبر تاريخ الفلسفة، من الكُسموس اليوناني إلى الإله في الديانات التوحيدية والعصور الوسطى، مرورًا بالإنسان المُشرِّع والذات المستقلة بذاتها في عصر التنوير، وصولًا إلى المرحلة المعاصرة التي تتطلب حسب فيري الخروج من الكانتية والنتشوية معًا، من أجل التأسيس لقيم علمانية يُسميها روحانية علمانية (une spiritualité laïque). هذه القيم ليست قيمًا عمودية أو ميتافيزيقية بقدر ما هي قيم أرضية أفقية، لكنها أكثر إنسانية، كما أنها لا تستمد تبريرها من الإكراه الاجتماعي أو الاقتصادي، بل هي قيم روحانية خالصة وفي نفس الوقت قيم غير دينية، وهو ما يمكن تسميته بالقيم الروحية الأرضية التي تتجلى في الزواج عن حب (le mariage d’amour) الذي لم يظهر إلا في المرحلة المعاصرة.

فما المقصود بإشكالية الخلاص عند لوك فيري، وكيف يمكن اعتبار الحب حلًّا لإشكالية الخلاص في الوقت الذي لا يزال يشكل الحب مصدرًا للكثير من المعاناة والألم؟

للاطلاع على تفاصيل البحث كــامــلا