الحكيم الترمذي
فئة : أعلام
هو أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن بشر الملقّب بـ"الحكيم الترمذي"، من مواليد سنة 205 هـ/835 م في مدينة ترمذ على نهر جيحون في إقليم ما وراء النهر. جمع منذ صباه بين علم الآثار وعلم الرأي، وكان لاشتغال والده بطلب الحديث وروايته أثر كبير في تكوينه. اتّجه منذ السابعة والعشرين من عمره إلى حفظ القرآن وتدبّر معانيه، وخالط أهل التصوّف؛ فانصرف إلى الرياضة والمحاسبة ولم يكن يتحرّج في محاوراته ومناظراته من الكلام على تجربته الصوفيّة ونقد علماء زمانه في مختلف المسائل الدينيّة، وهو ما جعله يتعرّض لحملة عنيفة من علماء الحديث والفقه وحتّى عدد من الصوفيّة؛ فاتّهم بالهوى والبدعة وادّعاء النبوّة، ويذكر المؤرّخون أنّ سبب هذه الحملة يعود إلى كتابه "ختم الولاية وعلل الشريعة".
نفي من ترمذ فاتّجه نحو بلخ، حيث أكرمه أهلها واجتمعوا حوله؛ فظهر فضله وانتشر ذكره. قام بعدد من الرحلات في كل من العراق والشام والمدينة ومكّة ونيسابور.. ممّا أتاح له معرفة غزيرة بعلوم الرأي وتحصيل الآثار والحديث والفقه والتصوّف، ومن أبرز شيوخه: سفيان بن وكيع وأبو تراب النخشبي، والحسن بن عمر بن شقيق البلخي، وأحمد بن خضرويه، ويعقوب بن شيبة بن الصلت.
من أهمّ مؤلّفاته: ختم الولاية، نوادر الأصول في أحاديث الرسول، الفروق، منازل العباد من العبادة، الأمثال من الكتاب والسنّة، الرياضة وأدب النفس، المسائل المكنونة، بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللبّ، العقل والهوى..
توفّي الحكيم الترمذي سنة 320هـ/932م بمدينة ترمذ.
راجع:
·بركة، عبد الفتّاح. (2004). الحكيم الترمذي. ضمن موسوعة أعلام الفكر الإسلامي. (ط.1). مصر: وزارة الأوقاف-المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة. ص ص 290-293.
· الزركلي، خير الدين. (2002). الأعلام. (ط.15). بيروت-لبنان: دار العلم للملايين. ج8، ص272.