الحوار والتفاهم في مواجهة ظاهرة التطرف الفكري
فئة : أبحاث محكمة
الحوار والتفاهم في مواجهة ظاهرة التطرف الفكري
«قراءة في تجربة (حملة السكينة) بالمملكة العربية السعودية»([1])
ملخّص:
قضية الإرهاب والتطرف الفكري تشغل جميع دول العالم في الوقت الحاضر، وعلى الرغم من أن الإرهاب بوصفه جريمةً ليس بالقضية الجديدة، إلا أن الجديد في موضوع الإرهاب، في الوقت الحاضر، هو أنه أصبح ظاهرة عالمية؛ أي إنها لا ترتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع أو جماعات دينية أو عرقية معينة.
ومع ارتفاع وتيرة التطرف الفكري والإرهاب في عدد من الدول العربية، أصبح التركيز على الجهود الأمنية بمفردها في مواجهة هذه الظاهرة غير مجدٍ، وبرزت الحاجة إلى معالجة متكاملة لا تهمل الحلّ الأمني، وفي الوقت ذاته لا تغفل المعالجة الفكرية والوقائية من الأفكار المنحرفة وإصلاح الفئات التي وقعت في براثنها من خلال برامج علمية وعملية متخصصة، والوصول بهذه الفئات إلى مستوى فكري آمن ومتوازن لهم ولمجتمعهم.
والدراسة الراهنة تحاول الإجابة عن السؤال: إلى أيّ حدٍّ يمكن أن يساهم التواصل الفعَّال في السلم وفي التفاهم بشأن مواجهة ظاهرة التطرف الفكري؟
وللإجابة عن هذا السؤال تقدم الدراسة الراهنة استقراءً تحليلياً لإحدى التجارب العربية في مجال مواجهة التطرف الفكري، من خلال الحوار مع أصحاب الفكر المتطرف ومن لديهم ميول نحو تأييد الأعمال الإرهابية، وهي تجربة «حملة السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، وتم إطلاقها في عام (2003م)، وتُعنى بالحوار مع أصحاب الفكر المتشدد، من أجل التراجع عن التكفير ونبذ العنف، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، وتقوم الحملة بالحوار، وعلى رأسه الحوار الإلكتروني، مع أصحاب الفكر المتطرف، ومن لديهم ميولات ضالة ومضلة نحو تأييد ما يُوصف بالأعمال الإرهابية.
وإذا كان السؤال الجوهري، الذي يتبادر إلى الأذهان، عن ماهية الدوافع التي تقف وراء الانتشار السرطاني للإرهاب والتطرف، فإن الجواب البدهي، الذي ننطلق منه، هو أن هذه الظاهرة المتعددة الأوجه والأشكال يقف وراءها أكثر من دافع واحد، ولأن الهدف الرئيس من طرحنا هنا لا ينصبّ في الأساس بعرض دوافع هذه الظاهرة، سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم دينية أم اجتماعية... فذلك ما سبق أن تناولته بالتفصيل العديد من الدراسات والكتابات العامة والمتخصصة. من هنا ينصبّ اهتمام الدراسة الراهنة على البحث في مدى فعالية التواصل مع المتورطين في التطرف الفكري، من خلال قراءة محايدة في إحدى التجارب في هذا المجال.
وتتأسس قناعتنا في إعداد هذه الدراسة على أن محاربة الفكر لا يمكن أن تتم إلّا بالفكر. فهناك الكثير من الاتفاقيات العربية والدولية على المستوى الأمني لمكافحة الإرهاب والتطرف الفكري، لكنها تعدّ أحد طرفي المعادلة، ليصبح الطرف الآخر الذي لا يقلّ أهمية عن الطرف الأول، وهذا الطرف الآخر هو المواجهة الفكرية.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- نشر هذا البحث في كتاب "التواصل في مواجهة العنف"، إشراف الطيب بوعزة، إعداد وتنسيق محفوظ أبي يعلا، مؤمنون بلا حدود، 2019