الديني واللّاديني في الغرب المعاصر: مساومة مستحيلة
فئة : أبحاث محكمة
ملخّص:
تهتمّ أطروحة الورقة بما بات يُعرف في حقل الدراسات الفلسفيّة المعاصرة بـ "عودة المقدّس"، وعليه فهي تهدف لاكتناه الانطباع الذي ورّثه هذا الاهتمام خاصّة على الصعيدين النفسي والاجتماعي للإنسان الغربي، وكيف أنّه في الغالب كان استدعاء أملته بعض الدوائر العلميّة المختصّة دون أن يكون له شأن على ذينك الصعيدين، وذلك هو أوّل مؤشّر على أنّ المقدّس بقي رهين مساومة شبه مستحيلة.
ما يجعل المساومة شبه مستحيلة كذلك هو جدليّة العلماني والديني في الغرب المعاصر، كثاني مؤشر. فبعيداً عن المقاربات الكلاسيكيّة عن الدين والعلمانيّة نجد أنّ العلماني في علاقته بالديني لم يعد ذا علاقة جداليّة بقدر ما هي علاقة جدليّة، حيث يسهم العلماني فكراً ومؤسّسة في تأثيث وترتيب مساحة الديني وفضاء ممارسته، حتى تبلور نمط ديني زماني، وهو ما يفصح عنه البعض بمصطلح "تحوّلات المقدّس" بدل "عودة المقدّس".
انتهاء عند ثالث مؤشر وهو التحوّلات السياسيّة العالميّة المعاصرة، نقصد أحداث انفصال "الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة" عن "البطريركيّة الروسيّة" في أكتوبر 2018، ناسي أأوقبله اللّقاء الأخير والسرّي الذي وُصف بالتّاريخي في 2016 بين البابا فرنسيس ممثل الكاثوليكيّة، وبطريرك موسكو وعموم روسيا للأرثوذكس في "هافانا" بـ "كوبا"، وذلك بعد الانفصال بين الكنيستين الشرقيّة والغربيّة منذ 1054، هذه الأحداث أبانت هشاشة الجدار العازل بين المجالين الديني والزماني، خاصّة في طابعه السياسي، وهو ما جعل التجربة الغربيّة عن العلمانيّة والتسامح على المحك.
تحقيقاً لأهداف الورقة فإنّ المنهج المتّبع في الدراسة هو منهج تحليلي وصفي، حيث مكّن الأوّل من تحليل الإشكاليّة محلّ الدراسة إلى عناصرها الأوّليّة، علماً أنّ موضوع التجربة الدينيّة تتواشج فيه مختلف الأبعاد الاجتماعيّة والأنثروبولوجيّة والفلسفيّة حتى السياسيّة. أمّا الوصفي، فقد مكّن بدوره من رصد طبيعة الحضور الذي يشهده المقدّس في الساحة الغربيّة وكيفيّات تمثله خاصّة مع الأنماط غير الكلاسيكيّة التي باتت تملأ فضاء الممارسة الدينيّة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا