السرديات الصغرى والسرديات الكبرى في "رهانات التديّن" اليوم
فئة : مقالات
هذه قراءة في السرديات الصغرى والسرديات الكبرى، أو "الحكايات الكبرى" و"الحكايات الصغرى" بتعبير جان فرانوسا ليوتار، التي نعاينها في كتاب ألفه الباحث المغربي محمد التهامي الحراق، وعنوانه: "إنِّي ذاهبٌ إلَى ربِّي: مقاربات في راهن التديّن ورهاناته"[1].
جاء العمل موزعاً على ثلاثة أبواب، بعناوين يؤمن المؤلف إيماناً جازماً لأنه لا مفر لمسلمي اليوم والمستقبل من العمل بها، في سياق الانتصار للأفق الرحموتي والإنساني للدين من جهة، وفي أفق الانعتاق من السياجات الطائفية التي تعيق وتشوش على النزعة الإنسانية في الدين، وجاءت هذه العناوين كالتالي: "في رهان العقلنة"؛ "في رهان الرّوحنة"؛ "في رهان الجمال"، وهي رهانات سعى الكتاب إلى اتخاذها مداخل لطرح أفق مصالحة المسلم مع الحداثة، عبر الإسهام في ترشيد الفهم السقيم السائد اليوم للإسلام، والذي تطوقه، حسب الكاتب، آفات طَبَعَت تديننا، لا دينَنَا، بخفوتِ "العقلانية" بما هي فعلٌ في التاريخ وتأسيسٌ للحقيقة ضمن صيرورة التطورات العلمية والإبستيمية، مثلما طَبَعَتْه بذبول "الروحانية" بما هي إنتاج للتقديس وتغذية للظمأ الأنطولوجي للمعنى.
ويتوسل الكتاب، من خلال هذه الملامح، بالبعد النقدي التساؤلي من أجل الإسهام في المسعى التنويري للممارسة الدينية اليوم، كما يروم المساهمة في فتح آفاقٍ من شأنها دعمُ تجديد الخطاب الديني بما يجعل الإسلام اليوم أفقاً مستقبلياً كونياً للهداية، تتواشج فيه، وضمن المعقولية الحديثة، "العقلانية" و"الروحانية"؛ أي تساؤلية العقل وطمأنينة القلب.
1 ــ السرديات الصغرى لرهانات التديّن
نقصد بالسرديات الصغرى هنا، بعض مضامين العمل التي تنتصر للهم النقدي المسؤول، ونخص بالذكر ثلاثة منها على الأقل:
ــ مساهمة في نقد الخطاب الوعظي:
يتعلق الأمر بعدة إشارات نقدية جاءت في مضامين الباب الأول من الكتاب، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر: "في الحاجة إلى نقد الخطاب الوعظي"؛ "الإسلام وكفى: الشعار ومخاتلاته"؛ "بؤس التديّن وجنونُ التماهي"؛ "فهمُ الدين وسؤال التغيُّر"؛ "أي خطاب ديني نريد في زمننا المفتوح"؟ وغيرها من المقالات التي تصب في الانتصار لهاجس النقد الذاتي، و"الإقدام على العمل العلمي والإيماني الضروري من أجل المراجعةِ النقدية الجذرية لخطابنا الديني السائدِ، وهي مراجعةٌ نخالها ملحاحةً ومصيرية وضرورية عقلاً وإيماناً وتاريخاً؛ ذلك أن واقعَ التشرذم الطائفي، والتعصب المذهبي، والانغلاق التفسيري، ووهم الامتلاك الحصري للحق، والتماهي مع الفرقة الناجية، والعجز عن الخروج من الفهم السيِّد والسائد للتديّن؛ على ما فيه من عِلل وآفات عقلية وإيمانية وتاريخية، ذلك يفضي إلى تكريسِ "الجهل" السائدِ باسم "المقدَّس"[2]، والذي قد يستحيل عنفاً وقتلاً إزاءَ أي مختلِف ولو كان من "أهل الملّة"[3].
واضح أن المقصود بهذه الإشارات النقدية، لائحة عريضة من أنماط تديّن، وخاصة منها التديّن الحركي، الذي تسبب للمسلمين ولغير المسلمين فيما يُشبه مشاكل مجانية، وليس صدفة، أن تكون بعض الممارسات غير السوية الصادرة عن هذا التديّن، في مقدمة الأسباب والمُحددات المغذية لظاهرة الإسلاموفوبيا.
ــ مساهمة في رد الاعتبار للتصوف:
أخذاً بعين الاعتبار التحولات التي تطال الحقل الصوفي في المجال التداولي الإسلامي، وخاصة التداول المغربي الذي اشتهر منذ قرون بأنه "بلد الأولياء" [مقابل المشرق التي توصف بأنها "بلد الأنبياء"]، فقد تضمن الباب الثاني من الكتاب، مجموعة إشارات تروم المساهمة في رد الاعتبار للعمل الصوفي، أو قل التديّن الصوفي، سواء كانت هذه التحولات تتم بشكل غير مقصود، قاهر، بمقتضى إكراهات الساحة والساعة، محلياً وإقليمياً ودولياً، أو تتم عن قصد، كما أشرنا إليها في مقام آخر[4].
في هذا السياق، نقرأ دعوة المؤلف إلى أهمية تجديد عمل الزوايا، بكل الإحالات النقدية المصاحبة لهذه الدعوة [connotation critique]؛ أو مطالبته بالاشتغال على الأفق التحريري للخطاب الصوفي؛ أو اشتغاله على موضوع قلما عاينا الاشتغال عليه، وهو أدوار التديّن الصوفي في سياق التفاعل مع الخطاب ما بعد الحداثي[5]، وتتقاطع اجتهادات محمد التهامي الحراق التي تنهل من الخطاب الصوفي في سياق التفاعل مع إكراهات وتحديات الخطاب ما بعد الحداثي، مع اجتهادات الباحث خالد ميار الإدريسي، والذي يرى أن "إثارة إشكالية القيم الروحية أو التصوف وتحديات ما بعد الحداثة يندرج ضمن إشراك الجميع في هم التفكير في مستقبل القيم الإنسانية السامية التي تحمل الإنسان إلى الاتصال بخالقه بدل المكوث في غفلة الانفصال"، ومن "أهم التحديات التي تواجهها التربية على القيم الروحية، تحديات فلسفية فكرية، تكمن في زعم رواد ما بعد الحداثة أن زمن الحقيقة المطلقة قد ولَّى، وليس هناك من يملك إمكانية احتكار أو ادعاء الحقيقة، سواء كانت مُجسّدة في أديان أو فلسفات أو إيديولوجيات. فكر ما بعد الحداثة يرفض الأنساق المغلقة أو الحكايات الكبرى حسب تعبير ليوتار. وهذا الرفض مرتبط بثلاث نزعات، النزعة اللاتمثيلية والنزعة اللاتأسيسية والنزعة اللاماهوية"[6].
في معرض تقييم وتقويم الخطاب الصوفي، ومعه العمل الصوفي، يرى المؤلف أن "أوّل ما يجب القيام به لتأهيل التصوف اليوم للإسهام في الإجابة عن الاحتياج الإنساني الكوني الراهن لرَوْحنة وتجسير العلاقة بين المتعالي وقيم الحداثة الكونية، هو عدم اختزال التصوف في الطرقية من جهة، ثم تحرير الممارسة المنتسبة للمرجعية الصوفية من آفتي التسييس والتطقيس من جهة ثانية؛ وهما الآفتان اللتان تطوقان تدين المسلمين اليوم في أشكاله المختلفة. كما يقتضي التأهيل المذكور من أهل العرفان تجديد قراءة موروثهم لاستشفاف روحه المتعالية السارية في ذاك الإرث الباذخ، وإعادة صياغتها وطرحها في "كشوفات" و"فتوح" و"مذاقات" تلائم تلك الروح من جهة التعالي، وتستجيب للراهن على مستويي المعقولية الحداثية واحتياجها للمعنى"[7].
ــ مساهمة في التصدي لظاهرة "التطرف العنيف"
رغم أن أغلب مضامين الكتاب تهم تحديات معاصرة تطال المسلمين، خاصة في المجال التداولي الإسلامي، إلا أنها تضمنت وقفة مع بعض التحديات التي تطال الأقلية المسلمة في القارة الأوروبية، وخاصة في فرنسا حيث توجد أكبر نسبة من مسلمي القارة، برقم يناهز ستة ملايين نسمة، على هامش تفاعل المؤلف مع اعتداءات إرهابية طالت الساحة هناك خلال السنين الأخيرة، متوقفاً عند ما اصطلح عليه بـ"التباسات الفهم"، وعدَّ منها ثلاثة: "تكرار الفعل ومآزق رد الفعل"؛ "إسلام معتدل أم إسلام معاصر؟"؛ وأخيراً، " الدين وخطر التنميط الثقافي".
يرى الحراق أن هذه الالتباسات الرئيسة الثلاثة "تحول دون فهم الإسلام بشكل يُقربنا روحياً وعقلياً من حقيقته الدينية والتاريخية؛ التباس أول نابع من الخلط بين الإسلام بما هو دين وبين العوامل التاريخية المُوَلِّدةِ للإرهاب بما هو عنف مُدَان أكان باسم الدين أم باسم غيره؛ والتباس ثان نابع من الخلط بين رفع شعار الاعتدال وبين العجز عن الذهاب إلى التفكيك الجذري للمفاهيم المُؤسِّسَة للتشدد باسم الدين؛ والتباس ثالث نابع من الخلط بين الدين بما هو وحدة روحية واعتقادية وتعبدية وأخلاقية وبين الثقافة التدينية بما هي احتضان تاريخي وثقافي متعدد لتلك الوحدة. وهي التباسات، من بين أخرى، طُرِحت بقوة من جديد عقب لائحة تفجيرات، ومن ثم فإن كل تأخر أو تماطل عن القيام بالعمل التنويري الضروري لفهم ديننا من أجل تحريره من هذه الالتباسات، لا محالة مُفضٍ إلى تفاقم أنماط سوء الفهم لدينٍ ما زلنا عاجزين عن استلهام رحمته العالمية؛ دينٍ لم نستطع بعدُ تسييدَ فهمٍ كوني ورحموتي وإنسي لنصوصه المؤسِّسةِ ولتاريخه الفكري "التنويري" المنسي"[8].
مضامين هذه الاجتهادات، تتقاطع مع مضامين اجتهادات الباحث رشيد المناصفي، وهو محلل نفسي ومختص في علم الإجرام، حيث ألف مؤخراً كتاباً حول المحُددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وبدرجة أقل الدينية، التي ولدت ظاهرة "التطرف العنيف" في الساحة الفرنسية، بعنوان: "أطفالنا المفخخون: بين الانحراف والتشدد"[9].
2 ــ السرديات الكبرى لرهانات التديّن
نقصد بالسرديات الكبرى للعمل، بعض الرسائل المضمرة في مضامينه، ونذكر منها ثلاثة على الأقل:
ــ مسؤولية "المثقف المؤمن"
"المثقف المؤمن" هنا، وهو مؤلف الكتاب، باعتباره ينهل من مرجعية صوفية من جهة، ويشتغل في مؤسسة دينية من جهة ثانية، وأخذاً بعين الاعتبار أن أغلب العاملين في هذه الفضاءات/ المجالات الدينية المؤسساتية، يعملون بقاعدة: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" [الآية] في معرض التعامل مع عدة تحديات تمر منها الساحة، منها تحدي الخطاب الديني المتشدد، إلا أن المؤلف ارتأى خوض مغامرة "الاشتباك المعرفي" مع مجمل هذه الأنماط غير السوية من التديّن، والتي أصبحت بقوة الواقع الذي لا يرتفع اليوم، أشبه بإعاقات ضد مشاريع تجديد الخطاب الديني، أو قل الإصلاح الديني في سياقه الإسلامي.
ــ نقد مزدوج للمشتغلين على سؤال الدين:
من مُميزات العقول البحثية التي تأخذ مسافة من المرجعيات الفكرانية [الإيديولوجية]، أنها تنتصر في الغالب لخيار "النقد المزدوج"، بتعبير الراحل عبد الكبير الخطيبي، في معرض التعامل النقدي مع الخطاب الصادر عن هذه الفكرانيات، وخاصة الفكرانيات التي تشتغل على سؤال الدين، وليس صدفة، أن يكون الأفق المعرفي [الإبستيمي] لهذه العقول البحثية الرصينة، أعلى مقاماً من الأفق المعرفي لهذه الفكرانيات[10].
نعاين مطرقة النقد المزدوج للخطاب الديني التقليدي، بلْه الإسلامي الحركي، وللخطاب الديني الحداثي، في عدة مقامات من الباب الثاني للكتاب، كما تزكيها هذه العناوين وغيرها: "الخطاب الديني المعاصر وضرورة التحرير المزدوج"؛ "تنوير فهمنا للدين: تلك الجبهة المؤجلة"؛ "أسئلة منسية في فلسفة الدين"؛ "سؤال المقاربات الحداثية للوحي: تأملات نقدية"؛ "العقلانيون العرب بين دعوى تنوير الإسلام وتهمة تحطيمه".
ففي المبحث المخصص لتقييم وتقويم "العقلانيين العرب" في تعاملهم مع المسألة الدينية، وجاء تفاعلاً مع مقالة شهيرة لرضوان السيد[11]، أثارت نقاشاً موسعاً لدى النخبة الفكرية في المنطقة، اعتبر المؤلف أن مناط الالتباسِ في الاقتراب من أعمال التيار العقلاني العربي، "يكمنُ أساساً في ذاك التوتر الناجم عن العلاقة الجدلية القائمة بين المقاربة الإيمانية والمقاربة العقلانية للدين، ذلكَ أن المؤمنين، في الغالب، يُقبلونَ على تلك المقاربات العقلانية لدينهم وهم مأخوذون بتبشيرات العقلانيين لهم بـ "التنوير"، تنوير إيمانهم لا "تحطيمهِ" وعقلنتهِ لا "سلخهم عنه"، لكنهم يُفاجأونَ، وهنا منبع التوتر، حين لا يجدون في هذه المقاربات بناءً بعد تفكيك، ولا إنتاجاً بعد إهدار، ولا إثباتاً بعد محو. وقد سبَّب هذا الأمرُ اصطداماً مازال مفتوحا بين المقاربة الإيمانية وهذه المقاربات. فمع كون هذه الأخيرة ما تفتأ تُعلن أنها لا تعادي الدين ولا تتنكر للإيمان، وإنما تسعى إلى تحريره وتنويره وتجديده ليقوم على أسس عقلانية بدل أن يُبنى على أسس هشة أسطورية أو لا تاريخية، إلا أن عمل هذه المقاربات في الغالب لا يتجاوز التفكيكَ والإعلانَ عن حسن الطوية في التعامل مع النص الديني والتأكيد على الضرورة الأنطولوجية للإيمان، وقدرته على إضفاء معنى غائي على وجود المؤمن بما لا يستطيع غيرُه أن يحل بدله في إضفائه، فيما تظلُّ النتيجةُ العملية للتفكيك هي تفجيرُ التنزيلات التاريخية لهذا الإيمان دون امتلاك أي قدرة ثيولوجية على بناء معقوليات إيمانية حديثةٍ بديلة، وإن كنا نرى أن ثمة ضرورةً لانخراط "علماء الدين" في هذا الأمر من أجل إعادة "عقلنة" و"رَوْحنة" الإيمانِ اليوم بما يلائم خصوصيةَ العصر ومقتضيات الأسئلة المعاصرة، ويستخلص الثوابتَ والمتعاليات العقَديةَ والإيمانيةَ الثابتة من ملابسات التحيز المكاني والزماني والسياقات التاريخية والموجهات الإيديولوجية المتقلبة"[12].
ــ إشارات في "فلسفة الدين":
لا نتحدث عن إشارات يعج بها الكتاب، ذات صلة بفلسفة الدين، لأن إحدى مقالات الكتاب جاءت بعنوان "أسئلة منسية في فلسفة الدين" [ص 125 - ص 129]، ولو صحّ أن الأمر كذلك، لصحَّ معه الحديث عن كون أغلب المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تُنظم في مجالنا التداولي الإسلامي، من طنجة إلى جاركارتا، في موضوع "تجديد الخطاب الديني"، تُصنف في خانة "تجديد الخطاب الديني"، وقد يكون الأمر كذلك نظرياً، ولكن من الناحية العملية، وهذا ما نعاينه بعد منعطف اعتداءات نيويورك وواشنطن، وبالأحرى ما نُعاينه اليوم بعد أحداث "الربيع العربي"[13]، يُفيد أن الأمر خلاف ذلك.
نتحدث عن إشارات في "فلسفة الدين"، لأن هذا الكتاب، يُصنف فعلاً في هذا الحقل المعرفي الذي نُعاني خصاصاً كبيراً فيه، وخاصة في التداول الإسلامي السني، بخلاف التداول الإسلامي الشيعي مثلاً، الذي ذهب بعيداً في مضمار علم الكلام، واستغل هذا الاجتهاد في سياق الدعاية والترويج للمشروع الشيعي الطائفي.
وإذا استثنينا حالة أقلام بحثية في التداول الإسلامي، على قلتها، تشتغل بعيداً عن الأضواء، وتُحرر في باب "فلسفة الدين"، فإن أداء الفاعلين البحثيين في المؤسسات الدينية، أو خارج هذه المؤسسات، متواضع في معرض الإنتاج العلمي الذي يُصنف في خانة "فلسفة الدين".
نقول هذا أخذاً بعين الاعتبار أن هذا الباب المعرفي، يُعتبر من أهم الأبواب النظرية وبالتالي العملية التي تساعدنا على التصدي للائحة تحديات يمر منها التداول الإسلامي، ومن باب أولى التداول الإسلامي في السياق الغربي، الأوروبي والأمريكي على الخصوص.
[1] محمد التهامي الحراق، إنِّي ذاهبٌ إلَى ربِّي: مقاربات في راهن التدين ورهاناته، دار أبي رقراق للنشر، الرباط، ط 1، 2016، وجاء العمل في 403 صفحة.
[2] أو "الجهل المقدس" بتعبير أوليفيه روا. أنظر:
Olivier Roy, La sainte ignorance: Le temps de la religion sans culture, Seuil, 2008, 275 pages.
انظر قراءة في النسخة العربية من العمل، وصدرت في موقع مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث [www.mominoun.com]، بتاريخ 8 يونيو 2013، بعنوان: "صرخة أوليفيه روا ضد "الجهل المقدس" أو صرخة فصل الدين عن الثقافة"، على الرابط المختصر: goo.gl/8ixkGz
[3] محمد التهامي الحراق، مرجع سابق، ص 145
[4] في خاتمة كتاب "نحن والتصوف"، توقفنا حينها [2009] عند بعض الملامح المستقبلية للعمل الصوفي، وذكرنا منها أربعة خيارات: المأسسة، أو الخيار التوظيفي؛ التمييع، أو الخيار الفولكلوري؛ التهميش، أو الخيار التقزيمي؛ الهيمنة، أو الخيار التوسعي.
انظر: منتصر حمادة، نحن والتصوف، دار الشروق، الرباط، ط 1، 2009
[5] أو "الحداثة البعدية" بترجمة المفكر السوري الراحل مطاع صفدي.
[6] ميار الإدريسي: التعددية الأخلاقية لما بعد الحداثة تُدنّس المقدس، موقع "الإسلام في المغرب"، 1 أكتوبر 2014، على الرابط المختصر: goo.gl/e3Lp4w
يضيف خالد ميار الإدريسي، أن التحدي الأخلاقي الذي تفرضه أدبيات ما الحداثة، يكن في أن هذه الأخيرة، تدعي "عدم وجود أخلاق مطلقة، إذ يؤمن رواد ما بعد الحداثة بنسبية الأخلاق، وبالتالي الإقرار بتعدد الممارسة الأخلاقية وانتفاء وجود مركزية أخلاقية، وهذا ينافي الذوق السليم ويؤدي إلى فوضى "أخلاقية" وعدم الاتفاق والإجماع على قيم الصدق والحرية والحياء والكرامة وغير ذلك".
[7] محمد التهامي الحراق، مرجع سابق، ص 227
[8] محمد التهامي الحراق، مرجع سابق، ص 176
[9] أنظر: Rachid El Mouacifi, Nos Enfants Piégés entre Délinquance et Radicalisation, Afrique Orient, Casablanca, 2017.
تضمن الكتاب مقدمة وثلاثة أبواب: "المسلمون أول ضحايا الإرهاب"؛ "من تاريخ الجهاد إلى الجهاد المعاصر"؛ "حلولنا أمام التشدد"، وجاء في 190 صفحة.
[10] يمكن استحضار الأفق المعرفي لعلي عزت بيغوفيتش، عبد الوهاب المسيري، طه عبد الرحمن، في التداول الإسلامي، أو وائل حلاق وإدوارد سعيد في التداول المسيحي، حتى نأخذ فكرة أولية عن المقصود بسمو الأفق المعرفي لهذه الأقلام مقارنة مع الأفق البحثي للأقلام الفكرانية/ الإيديولوجية.
[11] الإحالة على مقالة: "الحملة على الإسلام والحملة على العرب"، لرضوان السيد، ونشرت في صحيفة "الشرق الأوسط"، لندن، عدد 18 أبريل 2014
[12] محمد التهامي الحراق، مرجع سابق، ص 136
[13] من كان يتخيل أنه سيأتي زمان على التداول المصري، حت نسمع، في مرحلة ما بعد يناير 2011، تنظيم مظاهرة مليونية، تحت شعار: "جمعة قندهار"، رُفعت فيها أعلام التنظيمات الإسلامية القتالية أو قل "جهادية".