السلطة الكاريزمية وفاعليتها في نشأة المذهب الحنبلي خلال القرنين الثاني والثالث الهجري: دراسة وصفية – تحليلية لشخصية الإمام أحمد بن حنبل

فئة :  أبحاث محكمة

السلطة الكاريزمية وفاعليتها في نشأة المذهب الحنبلي خلال القرنين الثاني والثالث الهجري: دراسة وصفية – تحليلية لشخصية الإمام أحمد بن حنبل

السلطة الكاريزمية وفاعليتها في نشأة المذهب الحنبلي

خلال القرنين الثاني والثالث الهجري:

دراسة وصفية – تحليلية لشخصية الإمام أحمد بن حنبل

ملخص:

من أقسام السلطة عند عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر؛ السلطة أو الشخصية الكاريزمية، والتي تُعد كذلك أداة معرفية استخدمها فيبر في محاولة فهمٍ سوسيو- تاريخي لعملية تأسيس الفعل الاجتماعي، سواء اتخذ شكله المؤسسي، أو لا.

نَتَغَيَّا في هذه الورقة، الوقوف على محددات سوسيو-تاريخية، ساهمت في انبثاق المذهب الحنبلي، ونعني كاريزما الإمام المؤسس أحمد بن حنبل، ودورها في قيام مذهبه، على حساب غيره من المذاهب، والحكم له بالاستمرارية.

ولبلوغ سعينا هذا، عَمَدنا للمنهج الوصفي-التحليلي أثناء الاشتغال على فترة تكَوُن المذهب الحنبلي، مُزَاوِجين بين مقاربة خارجية، من خلال اعتماد مفهوم الشخصية الكاريزمية لفيبر، وخاصة في بعده الديني-العقدي، ومحاولة تطبيقه على النشأة المبكرة لهذا المذهب، مع عرض لأهم النقاشات السوسيولوجية له؛ إما تطويرا أو نقدا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، اعتماد رؤية داخلية، قوامها الوقوف على ما حملته كتب الطبقات، والتراجم، والمناقب، وغيرها، من نصوص قد تساعد في تكوين صورة واضحة عن المؤسس الإمام أحمد، مُسْتحضرِين خاصة بعض المفاهيم كـ "التقوى والورع"، وأهمية الآراء الأخلاقية لأحمد بن حنبل وحوله، في تأسيس نشاط اجتماعي سوف يتخذ بعد ذلك شكل مذهب فقهي مستقل بذاته.

قسمنا هذه الورقة، لمقدمة عامة، يليها مبحث أول، تحت عنوان: الكاريزما ودورها في الديناميكا الاجتماعية، ومبحث ثان، بعنوان: البعد الكاريزمي لشخصية أحمد بن حنبل، بالإضافة لمبحث ثالث؛ عنونَّاه: الدور السوسيو- تاريخي للآراء الأخلاقية في نشأة المذهب الحنبلي، وختمنا الدراسة بخاتمة لخصنا فيها أهم نتائج الدراسة.

مقدمة:

نهدف في هذه الورقة، محاولة استكشاف إمكانيات البحث عن سياقات نشأة الفقه الإسلامي، وتكوين صورة مكبَّرة؛ ومفصَّلة للظروف التي رافقت النشأة المبكرة للاتجاهات الفقهية، سَالكين في ذلك من بين دروب العلم، الفهم السوسيولوجي، ومُحاوِلين نبش بعض النصوص الفقهية الأولى وتحليلها، حتى نستكشف مضامينها وأثرها في مأسسة العلوم الإسلامية عامة، والفقه منها على وجه التخصيص.

لقد عمدنا في دراستنا هاته إلى استدعاء المنظور السوسيولوجي-التاريخي، وتوظيفه في محاولة الفهم الأعمق لسؤال النشأة المبكرة للمذاهب الفقهية خلال القرنين الثاني والثالث.

فلماذا المنظور السوسيولوجي-التاريخي كحقل معرفي اخترناه للدراسة؟ ولمَ جعل القرنين الثاني والثالث للهجرة إطارا زمانيا لها؟

اخترنا القرنين الثاني والثالث الهجريين، كمجال زمني للدراسة؛ لأنهما يُمثلان عصر ما يُمكن تسميته "التَّبَلْوُرُ" الكبير؛ أي إن الملامح الكبرى للفقه الإسلامي، ولمدراسه، ومذاهبه، ستَتَّضِح خلال هذه الفترة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا