السلطة والعنف في التاريخ الإسلامي: الدولة الأموية أنموذجًا
فئة : أبحاث محكمة
محاور الدراسة:
-تقديم
-في مفهوم العنف والعنف السياسي:
-بوادر العنف السياسي في صدر الإسلام
-الدولة الأموية والعنف:
-خاتمة
ملخص الدراسة:
إن الإسلام دين سماوي توحيدي يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ وهما المصدران الأساسيان للتشريع عند المسلمين، وللاسترشاد بهما لفهم دينهم، وتوجد إلى جانب ذلك التجربة التاريخية للمسلمين في ظل الحكم السياسي الذي يستمد شرعيته من الإسلام.
وعلى الرغم من اتفاق كل المسلمين على اعتبار القرآن الكريم مصدرًا أساسيًا غير أن الحديث والسنة لا تتمتعان بالإجماع الكامل، أما التجربة التاريخية للمسلمين فعادة لا يُستند إليها أنموذجًا إلا في حالات نادرة جدًا، ومن جانبها الايجابي بالتوازي مع اعتبار" نظام الحكم الإسلامي" كما جاء به القرآن الكريم وحسب التجارب التاريخية"([1]) نظامًا تتوفر فيه كل أسس المواطنة والمساواة والعدل والحرية، دون بذل جهد لإبراز وشرح تنافر النص الأيديولوجي مع الواقع المعيش أو التجربة التاريخية بما هي تجربة إنسانية تتحكم فيها عدة عوامل وتوجهها عدة مصالح واعتبارات.
وقد أنجز عدد من المفكرين والباحثين العرب دراسات قيمة حول حركات الاحتجاج الاجتماعي والسياسي والفكريوالجوانب الإيجابية النيرة للحضارة العربية الإسلامية،([2]) غير أنه وبالرغم من الأهمية المؤكدة لكل تلك الإنجازات العلمية والمعرفية فإنالبحث في قضايا تتعلق بالسلوك السياسي للحكام المسلمين وردود فعل قوى اجتماعية تجاه ذاك السلوك كان محدودًا، والحال أن "مقام الخلافة الإسلامية كان منذ الخليفة الأول أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، وإلى يومنا هذا عرضة للخارجين عليه، المنكرين له... "، بل يكاد التاريخ الإسلامي لا "يعرف خليفة إلا عليه خارج، ولا جيلاًمن الأجيال مضى دون أن يشاهد مصرعًا من مصارع الخلفاء"([3]) وفي مواجهة تلك المعارضة لميكن للسلطة من خيار لفض الخلاف مع معارضيها إلا استخدام العنف المفرط،فلم "يكن للخليفة ما يحوط مقامهإلا الرماح والسيوف والجيش المدجج و البأس الشديد".([4])
وبغض النظر عن كل ذلك سنحاول البحث في ظاهرة العنف السياسي كما تجلت في التجربة السياسية للخلافة الإسلامية، انطلاقًا من ممارسة الدولة الأموية(41 هـ-132 ه/ 661-750 ميلادي) فبقيامها اتخذتالدولة، التي استندت إلى الدين الإسلامي، وضعها الطبيعي، وباعتبار أن ما تم في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو من "خوارق العادة" ومن بعده "انقطع أمر النبوة والخوارق المهولة وتراجع الحكم بعض الشيء للعوائد"([5])، بمعنى أن مشروع الرسول، صلى الله عليه وسلم، لم يكن من أهدافه بناء الدولة بقدر ما كان يسعى لبناء أمة دعوة([6])، ومن بعده بدا التحول النوعي في طبيعة السلطة وأهدافها إذ انتقلت من مرحلة الحرية بتطابق النصّ مع الواقع في إطار المشروع الحضاري المتكامل إلى مرحلة الضرورةتمشيًا مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها الفتوحات الإسلامية.
[1]- يتم التركيز خاصة على فترة صدر الإسلام بالإضافة لسلوكيات بعض الخلفاء كعمر ابن عبد العزيز.
[2]- برزت عدة دراسات وبحوث منذ أواسط السبعينيات اهتمت بالتراث العربي الإسلامي، وحاولت إبراز الجوانب الإنسانية و"التقدمية" في موازاة بداية صعود الإسلام السياسي بمختلف توجهاته ومدارسه.
[3]- عبد الرازق(عليّ): الإسلام وأصول الحكم، دراسة و وثائق بقلم محمد عمارة المؤسسة العربية للدراسات والنشرّ، بيروت 1972، ط 1، ص 127
[4]- المرجع نفسه ص 129
[5]- ابن خلدون(عبد الرحمن): المقدمة، دار العودة بيروت، ص 171
[6]- السيد(رضوان): "جدليات العقل والنقل والتجربة التاريخية للأمة في الفكر السياسي العربي الإسلامي"، الفكر العربي المعاصر عدد 15، ص 79-81
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا