السلفية المغربية: التأسيس الحديث والتمايز المبكر عن الوهابية
فئة : أبحاث عامة
الملخص:
تعالج هذه الدراسة إشكالية مركزيّة تتمحور حول الخصائص المعرفية والدينية للسلفية المغربية، من حيث النشأة، ومن حيث تعاطيها المتميّز مع السياسة الدينية الرسميّة للسلاطين، وكذلك من جهة فرادتها، واختلافها النوعي عن السلفية المشرقية، ولاسيّما الدعوة الوهابية. فعلى الرغم من أصالة المشتركات العقدية، فإنّ السلفية المغربية ارتبطت معرفياً، ومن ثمّ مدرسياً، بالغرب الإسلامي، وإرثه الأندلسي المستنبت في جامع القرويين، والممتد إلى الزيتونة في تونس.
ولتوضيح ذلك، تحاول هذه الورقة الإجابة عن إشكاليّتين فرعيّتين أساسيتين؛ تتناول الأولى طبيعة المعرفة الدينية المغربية، وكيفية تعاطيها إصلاحياً مع الظروف الداخلية، سواء تعلّق الأمر بأحوال المجتمع العامّة، أم بقضايا الدولة والحكم، وكيفية تدبير السياسية الدينية لما هو ديني سياسي. أمّا الإشكاليّة الفرعيّة الثانية، فتتوخّى إبراز الخصوصية الدينية، والمعرفية المغربية، ودفاعها التاريخي عن استقلالها الفقهي والتديُّني اتّجاه المشرق العربي، ولاسيّما اتّجاه الدعوة الوهابية.
وتبعاً لذلك، ستتناول الدراسة الإشكاليّة المركزية، وعلاقتها بالإشكاليتين الفرعيتين، مستعينة بالمقاربة التاريخية التحليلية المقارناتية، بقصد بيان الأصول التاريخية، والاختلافات المعرفية القائمة بين السلفية المغربية، والدعوة الوهابية. فعلى الرغم من تسليم هذه الورقة بأنّ السلفية المغربية والوهابية تعبّران عن معتقد إسلامي؛ فإنّهما، في الحقيقة، رؤيتان إصلاحيتان دينيتان مختلفتان تصلان إلى حدّ التصادم الفقهي.
ولعلّ هذا التباين المؤسَّس على أسس مذهبية فقهية دفعنا إلى تناول الموضوع وفق زاوية (بيداغوجية) تنظر إلى محاورها نظرة تداخلية وتكاملية. ولذلك استهلّت الدراسة معالجتها للإشكالية المطروحة بالرجوع إلى زمن التبلور الجنيني للسلفية المغربية قبل التطرُّق إلى السياق التاريخي، الذي ظهرت فيه الدعوة السلفية النجدية المعروفة بالدعوة الوهابية.
ولإظهار الفروق الجوهرية بين الإصلاحيتين المغربية والمشرقية، تناولنا، بالتحليل، الموقف المعرفي المغربي من الدعوة الوهابية، قبل أن نعود لتأكيد فرادة المدرسة المغربية المستقلّة عن المشرق، منذ تشكُّلها الأوّل والمستمرّ إلى اليوم.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا