الطريق «المستحيل» نحو الديمقراطيَّة
فئة : أبحاث محكمة
الطريق «المستحيل» نحو الديمقراطيَّة[1]:
من السياسة إلى الثقافة
محمد شوقي الزين*
ملخص:
استحالة الديمقراطيَّة عبارة عن مجاز يقول تقريباً الشيء ونقيضه: الديمقراطيَّة غير ممكنة في ظلِّ أوضاع أو وضعيات تحول دون إنجازها في السلوك السياسي والاجتماعي؛ الديمقراطيَّة ممكنة من حيث المبدأ الذي تضعه في صُلب فكرتها وعمليتها وهذا المبدأ هو الاستدارة. لا بُدَّ أن تكون الديمقراطيَّة فكرة وفعلاً مستديرين؛ لأنَّه عن الاستدارة تنجرُّ الحركة والسلوك الجدلي القائم على المناوبة والمجاوزة. الدفع نحو الأمام سمة الديمقراطيَّة الكبرى، ويقوم هذا الدفع من حيث الحركة، والدافع من حيث الإلهام أو الحدس، على سند يدور ويفيد الاستدارة كالعجلة بالنسبة إلى العربة. الأدوات التي تستعين بها الفكرة والممارسة الديمقراطيتين تفيد كلها الدينامية والاندفاع نحو الأمام: مشورة، اختيار، حرية في الرأي والأداء، اقتراع وتصويت، ... إلخ؛ لأنَّه على إثر هذه الأدوات يكون الحكم السليم والتدبير الصحيح إذا حَسُن استعمالها وتوظيفها؛ ولأنَّ هذه الأدوات، وإن لم تقل بعمق جوهر الفكرة الديمقراطيَّة، فإنَّها تُعبِّر عن ديناميتها الداخليَّة في تجديد أطر السلوك ومقتضيات الممارسة السياسيَّة والاجتماعيَّة، وتفادي التحجُّر والجمود. تحمل الفكرة الديمقراطيَّة بذرة التجديد في نظام السلوك لدرء الجمود، ونواة الحركة المستمرَّة والمسترسلة التي يضمنها الاستعمال العقلاني والحصيف للحريَّة.
للاطلاع على البحث كاملاً اضغط هنا