الطيب تزيني
فئة : أعلام
ولد المفكر السوري الطيب تزيني في حمص سنة 1934، وهو من أنصار الفكر القومي الماركسي؛ فالجدلية التاريخية عماد مشروعه الفلسفي نحو إعادة قراءة الفكر العربي، انطلاقا من الفترة السابقة للإسلام وصولًا إلى زمننا الحاضر.
تلقّى أولى دروسه في حمص، ثمّ انتقل إلى تركيا ومنها إلى بريطانيا، ثم إلى ألمانيا، وفيها أحرز شهادة الدكتوراه في الفلسفة سنة 1967، برسالة حملت عنوان: "تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة"، نشرت بالألمانية سنة 1972، ونال إثرها الدكتوراه في العلوم الفلسفية سنة 1973. وعاد إلى سوريا ليُعيّن أستاذا للفلسفة بجامعة دمشق .
نشر سنة 1971 كتابه الأول باللغة العربية، وهو "مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط". ومن مؤلّفاته الأخرى نذكر: "روجيه غارودي بعد الصمت" ( 1975)، "من التراث إلى الثورة – حول نظرية مقترحة في قضية التراث العربي- " (1976)، "الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى" (1982)، و"من يهوه إلى الله" (1985)، و"مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر" (1994)، "من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي" (1996)، و"النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة" (1997)، و"من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني" (2001)، من اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة (2002)، بيان في النهضة والتنوير العربي (2005)..
وقد اعتمد الطيب تزيني المنهج المادي الجدلي في محاولته إعادة النظر في الفكر العربي عبر تاريخه، في سياقاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وحاول البرهنة على أنّ الفكر العربي جزء لا يتجزّأ من تطور تاريخ الفكر الإنساني عامة؛وهو ما يجعله قابلا للقراءة وفق مقولات المنهج الجدلي المادي من جهة، ويحفظ له أصالته من جهة أخرى، ويدفع عنه فكرة المركزية الأوروبية التي تعتبره مجرد حامل للفكر اليوناني القديم. ويمكّنه من ثمّ من احتلال موقعه ضمن الفكر الإنساني، فيحرّره من سيطرة الفكر الغربي، ويمنحه كذلك فرصة الانعتاق من سيطرة الفكر التقليدي.
تمّ اختيار الطيب تزيني واحداً من مائة فيلسوف في العالم للقرن العشرين سنة 1998، من قبل مؤسـسة Concordiaالفلسفية الألمانية الفرنسية.
وله نشاط في مجال حقوق الإنسان، فقد أسهم منذ سنة 2004 في تأسـيس المنظمة السوريّة لحقوق الإنسان "سواسية "، و شغل منصب عضو مجلس إدارتها.
انظر:
-الموقع الرسمي للمفكر والفيلسوف العربي الدكتور الطيب تزيني: http://www.tizini.com