العاديات ضبحا أم الغاديات صبحا قراءة بديلة لسورة العاديات

فئة :  أبحاث محكمة

العاديات ضبحا أم الغاديات صبحا قراءة بديلة لسورة العاديات

العاديات ضبحا أم الغاديات صبحا

قراءة بديلة لسورة العاديات

مقدّمة

شكّلت عبارات "القَسَم" في فواتح سور الصافّات والذاريات والمرسلات والنازعات والعاديات تحدّياً كبيرًا لمفسّري القرآن الذين يبدو أنّهم كانوا يجهلون إلى مَنْ يشير اسم الفاعل الذي تُفْتَتَحُ به كلّ من هذه السور. وقد اجتهدوا وخمّنوا أنّ أسماء الفاعل تلك تشير إلى مجموعة متنوّعة من العناصر والظواهر الطبيعية كالملائكة والرُسل والنجوم والريح والموت والأقواس والروح والسفن والخيل والإبل.

رأى بعض الباحثين في الغموض وصعوبة فهم هذه الآيات دليلاً على إعجاز لغة القرآن؛ فمثلا كتبت الباحثة Soraya M. Hajjaji-Jarrah "ثريا حجاجي جراح" في هذا الصدد، ما يلي:

تقدّم سورة العاديات مثالاً رائعاً للكيفيّة التي صاغت بها عربية القرآن مجموعة مُبْهِرة من الكلمات التي تجمع بين الصوت والمعنى، مّتحدّية في ذات الوقت تقاليد السجع العربي والقواعد الأدبية للأدب العربي الكلاسيكي. إنّها تمثّل البناء المقنِع والمسيطر على الأحاسيس مع الإيقاع السائد، والرسالة المهمّة لعربية القرآن التي انتقت هذه الموادّ وعبّرت عنها بهذه الطريقة وبهذه الطريقة فقط"([1]).

أمّا أستاذة اللغة العربيّة والأدب العربي الدكتورة عائشة عبد الرحمن المعروفة بـــ "بنت الشاطئ"، والتي مرّ ذكرها سابقاً، فقد كتبت عن سورة العاديات:

في كلّ كلمة، بل وفي كلّ حرف منها (أي من سورة العاديات)، سِرُّهُ البياني الباهر فيما قصد إليه القرآن من إحضار مَشْهدٍ ليَوْم البَعث شاخصاً مجسّماً، وتأكيد وقوعه، والإنذار بما ينتظر الإنسان فيه من حساب دقيق عسير([2]).

سأبدأ هنا بتقديم آيات السورة وتفسيرها كما ورد في الطبري:([3])

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

([1]) Soraya M. Hajjaji-Jarrah, “The Enchantment of Reading: Sound, Meaning, and Expression in Sūrat al-ʿĀdiyāt”, in Literary Structures of Religious Meaning in the Qur’ān, ed. Issa Boullata (Richmond, Surrey: Curzon, 2000), 228–251, at 229

([2]) بنت الشاطئ، التفسير البياني، ج. 1، ص. 103

([3]) تفسير الطبري، ج. 12، ص. 665-674