العدالة لدى جون رولز ونقادها
فئة : ترجمات
العدالة لدى جون رولز ونقادها[1]
تحرير: مارتان لوغروMartin Legros
ترجمة: عبد الله كسابي
ملخص:
يقدم مارتان لوغرو، في هذا المقال، صورة بانورامية عن نظرية العدالة لجون رولز ونقادها البارزين: فبالانطلاق من نقد التقليد النفعي الأمريكي، توخى رولز إعادة صياغة فكرة العدالة، مستلهما فكرة التعاقد، ومستعينا بفرضية حجاب الجهل: فمبادئ العدالة يجب أن تكون نتاجا لتفاوض منصف، حيث الأفراد الأحرار والعقلانيون الساعون لاختيار المبادئ الموجهة للبنية القاعدية للمجتمع، على جهل بوضعيتهم الخاصة فيه، وذلك طلبا للحياد، واستبعادا لأثر الصدف الطبيعية وعرضية الظروف الاجتماعية في اختيار مبادئ العدالة. هذه الأخيرة التي لن تخرج عن ثلاثة مبادئ: مبدأ المساواة، ومفاده أن لكل فرد حق متساو في النظام الأكثر اتساعا من الحريات الأساسية المتساوية بالنسبة للجميع؛ ومبدأ المساواة في الحظوظ، بالنسبة لمستوى متماثل من الموهبة، في بلوغ الوظائف والمناصب؛ ومبدأ الاختلاف، الذي بحسبه تكون أشكال اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية عادلة إذا كانت ستترتب عنها امتيازات ومنافع بالنسبة للجميع، وبخاصة للأفراد الأقل حظا.
وهذه النظرية كانت موضوع نقد من فلاسفة ومفكرين من كل الاتجاهات والتخصصات: فروبير نوزيك يرفض تصور رولز لمبدأ الاستحقاق كنتاج لصدف طبيعية وعرضيات اجتماعية، مؤكدا أن مواهبنا ملك لنا. وجيرالد كوهين يؤكد أن المساواة تتطلب ليس فقط آلية لإعادة التوزيع، أو قواعد عدالة قائمة على الإكراه، بل تفترض إيتوسا أو نزوعا مشتركا نحو المساواة يحكم الاختيارات الفردية، ويحد من أشكال اللامساواة. أما أمارتيا سِنْ، فيدعو إلى تلافي التمركز حول ما يسميه رولز بالخيرات الأولية، والانفتاح بدل ذلك، على المَقْدِرات؛ أي على ما يكون الأفراد قادرين على القيام به فعليا، وذلك من خلال مقاربة قائمة على رصد أشكال الظلم التي يكابدها هؤلاء، في علاقة بمبادئ تعددية للعدالة. ويعترض مايكل سانديل على الفكرة القائلة بتحديد مبادئ العدالة بمنأى عن كل تصور للخير، موضحا أن الأحكام الأخلاقية لها، في الغالب، موطئ قدم في تقييم الغايات التي من شأن هذه المبادئ خدمتها؛ فالأمر في العدالة لا يتعلق فقط بتوزيع الخيرات، بل أيضا بتقييمها أخلاقيا.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- العنوان الأصلي للنص المترجم ومصدره:
Et Rawls inventa le bon partage, Martin Legros, philosophie magazine N° 128, Avril 2019, p. : 51-56